علاقة قطر التاريخية بجماعة الإخوان المسلمين

وفرّت قطر على مدار الاعوام الماضية ملاذاً للكثير من قادة جماعة الاخوان المسلمين، وللإمارة الخليجية علاقة متميّزة ومتجذّرة بالجماعة شكَّلّت خلال المرحلة الماضية محطة مهمة لرموز "الإخوان" في العالم الإسلامي.

جاءت الموجة الإخوانية الثالثة من السعودية الى قطر
الإخوان في قطر، أسماء تتنوّع ما بينَ الدعاةِ والصِحافيينَ والسياسيينَ والإعلاميين، أبرزها الشيخ يوسف القرضاوي، الأب الروحي لتيار الإسلام السياسي المتنقّل ما بينَ تركيا وقطر، والمرشد العام المؤقت لجماعة الإخوان محمود عزت، وأمين عام الجماعة محمود حسين .

يعود التواجد الاخواني في الامارة الخليجية إلى خمسينياتِ القرنِ العشرين حيث وصلتِ الموجة الأولى من مِصرَ إلى الدوحة وذلك على إثْر الصراعِ بين العهدِ الناصري والجماعة.

 أما الموجة الثانية فجاءت من سوريا بعد الصِدامِ الذي وقع بين الإخوان والرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، والذي بلغ ذروتَه في ما عرِف بأحداثِ حماة في العام اثنين وثمانين.

بعد ذلك، جاءتِ الموجة الإخوانية الثالثة من السعودية الى قطر في أعقابِ التوترِ بين الإخوان والمملكة في التسعينيات، وقد بلغت تلك الموجة ذروتَها بعد أحداثِ الحادي عشَر من أيلول/سبتمبر العامَ ألفينِ وواحد وسبقتْها هجرة من الجزائر على رأسهم الشيخ عباسي مدني رئيس الجبهة الاسلامية للانقاذ.

أما الموجة الرابعة فكانت بعد طرد قادة حركة "حماس" وعلى رأسهم خالد مشعل من الأردن، إذ أنّ الحركة تنتمي فكرياً للجماعة.

وفي أعقابِ الازمة السورية عام الفين واحدى عشر أغلقَتِ الحركة مكاتبَها في سوريا وغادرت الى الدوحة.

اما الموجة الاخيرة فكانت بعد عزل الرئيس المصري محمد مرسي في أعقابِ ثورةِ الثلاثين من حَزيران / يونيو.

صحيح أنّ الجماعةَ قامت بحلّ نفسِها، ولم تنتقدِ النظامَ القطري، لكنّ عناصرَها نجحوا في التغلغل في شريان الحياةِ القطرية، على المتسوياتِ كافة، دينيا ودَعَويّا وتعليميا واجتماعيا، وصولا إلى النفوذ السياسي.، فكان مثلا للجماعة دور كبير في إنشاء وِزارةِ التربية والتعليم وصياغةِ المناهجِ التربوية والتعليمية في البلاد، واختيارِ أعضاء هيئات التدريس في كل مراحها.

وإلى جانبِ الملجأ وفرّتْ قطر لـ "الجماعة" دعما ماديا وسياسيا وغطاء إعلاميا، ودخلت في خصام معَ أشقائها الخليجيين الذين سحبوا سفراءَهم منها بسبب هذا الدعم.

ويتهم زعماء البيتِ الخليجي قطر باستثمار ورقة الاخوان لمد نفوذِها في المَنطِقة واحتواء نفوذِ الدول المنافسة لها عبر التهديد بالجماعة، ويؤكدون أنّ الإخوانَ بدورهم يستغلون هذا الدعمَ القطري لتحقيق احلامِهم وتطبيقِ أجَنْدَتِهم في المَنطِقة.

اخترنا لك