مراكز أبحاث أميركية تنتقد سياسات أوباما تجاه أزمة أوكرانيا
سياسة واشنطن في أوكرانيا تتلقى انتقاداتٍ عدة من بعض معاهد الدراسات الأميركية، ذلك أن كثيراً من الخبراء الدبلوماسيين يرون أن إدارة الرئيس باراك أوباما تتخذ قراراتٍ مغامرةً في الأزمة الأوكرانية.
وزير الخارجية الأميركي الأسبق كان طالب قبل شهرين صناع القرار في بلاده بالجلوس إلى طاولة المفاوضات مع روسيا وحذر من مفاقمة الأزمة الأوكرانية. صنع الغرب مشكلة أوكرانيا بيده، كما كتب جون ميرشماير في "الفورين أفايرز"، الأكاديمي المخضرم حمل واشنطن وحلفاءها الأوروبيين مسؤولية ما جرى بعد محاولتهم إخراج كييف من دائرة النفوذ الروسي وإدخالها عنوة في حلف شمال الأطلسي، في هذا السياق، جاء قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضم شبه جزيرة القرم كونها كانت مشروع قاعدة بحرية أطلسية. مسار الأحداث حتى الآن أوقع الغرب إذاً في الفخ الذي نصبه بوتين بعد إبرام اتفاق وقف إطلاق النار، إذ لا رغبة لسيد الكرملين في ضم إقليم الدونباس الأوكراني وتحمل عبء إقتصادي جديد بعد القرم. وفق مساعده فلاديمير لوكين، يريد بوتين التلويح بورقة ضم الشرق الأوكراني للضغط على كييف من أجل جرها إلى مفاوضات تنتهي بإقامة نظام فيدرالي، هكذا تضمن موسكو فيتو الأقاليم الشرقية عند أي استفتاء مقبل في الانضمام إلى الناتو. هذا الأداء الروسي المتقدم، دفع السفير الأميركي لدى حلف الناتو إلى تأنيب دول أوروبا، لإضاعتها فرصة تعزيز اجراءات المقاطعة ضد روسيا، يشرح نيكولاس بيرنز أن بوتين تفوق ببراعة على الناتو بعد إبقائه باب الحوار مفتوحاً، ولاسيما مع برلين وباريس حيث لم تفلح الضغوط الأميركية سوى بتأخير موعد تسليم حاملة الطائرات المروحية ميسترال الفرنسية. كذلك لم تستجب بعض العواصم الأوروبة للضغوط الأميركية بزيادة ميزانيتها العسكرية بسبب أوضاعها الاقتصادية. في قمة ويلز، حرص الرئيس الأميركي على مشاركته الشخصية وتكرار لأزمة حماية دول أوروبا الشرقية من الأطماع الروسية.. بيد أن البيان الختامي اكتفى بالتأكيد على حق أوكرانيا استرداد كامل سيادتها على أراضيها. من هنا، يخلص معهد ستراتفور الاستخباري إلى أن حلف الناتو أخفق في توفير الدعم المطلوب لكييف، ويلخص بعض الاستراتيجيين الأميركيين الموقف بأن الهدف الأبعد يجب أن يتخطى محاصرة روسيا على حدودها وصولاً إلى انهاكها للحيلولة دون بروز عالم متعدد الأقطاب.