حرب باردة جديدة في الأطلسي قد تنزلق إلى ساخنة

العقيدة الجديدة للأطلسي التي تضمن الحديث عنها طابعاً هجومياً في المحيط الأوراسي أدت إلى تراجع فكرة الانتشار، لكنها رسمت قواعد اشتباك تحت خط الانزلاق إلى حرب باردة جديدة.

قواعد الاشتباك في المحيط الحيوي الروسي تحددها موسكو حماية لآمنها القومي
ما كان يفكر به الحلف الأطلسي، هو البحث عن استراتيجية قتالية جديدة بعد انتهاء مهمته في أفغانستان، بحسب تعبير المندوب البريطاني في الأطلسي.

في هذا الإطار، أخذ الأطلسي الأزمة الأوكرانية كرأس حربة في محاولة تمدده في المحيط الحيوي الروسي.

بذريعة خوف دول البلطيق من الغزو الروسي، طالبت الدول الأعضاء في الحلف، بالحماية الجماعية ونشر القوات. في هذا الوقت طالب الرئيس الأوكراني بالانضمام إلى عضوية الحلف، كي تشمله الحماية العسكرية.

لكن موسكو رفعت سقف الرد على محاولة الأطلسي خرق اتفاقية عدم انتشار القوات في محيطها الحيوي، فهددت قيادة الأركان الروسية بتغيير قواعد الردع النووي، وهو أمر يحمل تهديداً بالتوسع الروسي في أوروبا الشرقية، ولاسيما بولندة، إذا وضع الآطلسي طموحاته موضع التنفيذ.

وتأكيداً على جدية التهديد، أجرت روسيا مناورات عسكرية عرضت فيها الأسلحة الأشد فتكاً، كما وصفها الأمين العام للحلف.

ولم يكن أمام الأطلسي غير التراجع عن نشر القوات والقواعد، تحت ضغط ألمانيا على وجه الخصوص، والتراجع أولاً عن تسليح أوكرانيا، ووقف المراهنة على ضمها للحلف.

ما تحدث عنه الأطلسي، بشأن "قوة الرد السريع" هو تعويض عن التراجع في أوكرانيا. وهي تهدف إلى طمأنة دول البلطيق المنضوية في الأطلسي. لكن الكرملين لا يزمع المس بهذه الدول، إلا إذا خرق الأطلسي التوازن بسعيه لضم دول الرابطة المستقلة، أو التوسع في أراضيها.

على هذا الأساس رسمت روسيا قواعد الإشتباك مع الأطلسي، في أوكرانيا.

فرضت حلاً سياسياً بين كييف والأقاليم في مفاوضات على أراضي بيلاروسيا، تحت إشراف الوكالة الأوروبية للآمن والتعاون، التي تضم روسيا والدول الأوروبية، على السواء.

قواعد الاشتباك في المحيط الحيوي الروسي، تحددها موسكو، حماية لآمنها القومي. ولا يبدو أمام الأطلسي غير الالتزام في هذه القواعد، إذا أراد الحرص على عدم الدخول في حرب باردة جديدة، قد تنزلق إلى حرب ساخنة.

اخترنا لك