العلاقات الروسية-الأوروأطلسية تسير نحو الأسوأ

العلاقات الروسية - الاوروأطلسية تمرّ بواحدةٍ من أسوأ مراحلها منذ انتهاء الحرب الباردة. الازمة الاوكرانية كشفت مدى عمق الخلافات بين روسيا والناتو في قضايا الامن الاوروبيّ وتنذر بإيصال التوتر بينهما الى الكتلة الحرجة.

تقرير: سلام العبيدي
العلاقات بين روسيا والاسرة الاوروأطلسية على أسوأ حالاتها منذ إنتهاء الحرب الباردة. رئاسة فلاديمير بوتين مهدت لمرحلة نهوضٍ في روسيا، لكنها في الوقت نفسه أسست لمرحلة مواجهةٍ  مع الغرب، نظراً لسعي موسكو الى وضع حدٍ لعالمٍ أحادي القطب. في أساس هذا التوتر خلافاتٌ بين موسكو وواشنطن تبلورت في بداية رئاسة بوش الابن الذي أعلن خروج الولايات المتحدة من معاهدة الدفاع الصاروخي، هذه الخلافات أخذت تكبر كالكرة الثلجية بسبب الحرب على العراق وبسبب إستمرار الناتو في التوسع شرقاً وبسبب افتعال ثورات ملونة مثلما حصل في كل من جورجيا وأوكرانيا. يقول وزير الخارجية سيرغي لافروف: "على الغرب ان يتخلى عن العقلية القديمة، وأن يتخلى عن محاولات الإبقاء على امتيازات معينة لدول الناتو، وأن يكف عن التأكيد على ان عضوية الناتو هي وحدها تمنح ضمانات قانونية للأمن، وأن من يبقى خارج الحلف عليه أن يواجه أمتحانات ويتعرض لمخاطر". اللعب في الحديقة الخلفية لروسيا خطٌّ أحمر بالنسبة لبوتين. ومع ذلك فإن فشل المخطط الأميركي في جورجيا لم يمنع الصقور في واشنطن من تكرار السيناريو نفسه في اوكرانيا. هنا انتهت حدود الصبر الروسي، ووصلت التناقضات الروسية الاميركية الى كتلةٍ حرجة. ويقول الخبير الاستراتيجي قسطنطين سيفكوف: "لا اعتقد أن اوكرانيا ستنضم الى الناتو، لكنها ستدور في فلك هذا الحلف، الذي سيعمل من أجل جعلها قاعدةً للانطلاق في محاولات تطويق روسيا، لكن هذه السياسة لن تدوم طويلاً، لأن أوكرانيا مقدمة على كارثة اقتصادية ستعصف بمن يدير البلاد الآن". ما الذي ينشده الغرب من سياسة تطويق روسيا سياسياً وعسكرياً وما الذي سيفعله لتحقيق هذه الأهداف؟ يقول ايغور موروزوف، عضو لجنة العلاقات الدولية في مجلس الشيوخ: "الغرب سيستمر في سياسة محاصرة روسيا من خلال نشر القوات على تخومها وممارسة الضغط عليها من خلال توسيع العقوبات، لكن هذه الإجراءات لن تحقق مغزاها، نظرا لان روسيا ليست وحدها. موسكو لديها اكتفاء ذاتي كما انها تعتمد على حلفائها في كل من "بريكس" ومنظمة شنغهاي والاتحاد الجمركي وهلمجرا". روسيا لا تتأخر في الرد على ما تعتبره تهديداً ليس لمصالحها فحسب، وإنما لامنها القومي ايضاً، بل تردّ الصاع صاعين احياناً. هذا ما وقع عندما قامت بضم القرم، وهذا ما يسجل في ارض المعركة في شرق اوكرانيا، وفي حزمة الإجراءات الروسية الى جانب العقوبات المضادة على الغرب، المناورات العسكرية المتواصلة وعلى اكثر من محور، أخيراً وليس آخراً اعادة النظر في العقيدة العسكرية التي سيعتبر فيها كلٌّ من الولايات المتحدة وحلف شمال الاطلسي خصمين رئيسين لروسيا. فلاديمير بوتين نقل الكرة الى ملعب الفريق الاوروأطلسي.

اخترنا لك