أمل إيراني باستعادة مصر لدورها المحوري في المنطقة
تصريحات المسؤولين الإيرانيين التي تتسم بالمرونة تجاه القاهرة تسعى إلى توطيد العلاقات بين البلدين، لكن في إطار استراتيجيةٍ تأمل منها إيران أن تستعيد مصر دورها المحوري في المنطقة.
في حقيقة الأمر، تعول إيران على ثقل مصر العربي ومكانتها، نحو شرق أوسط إسلامي، تدعو إليه طهران، ولا يكتمل من دون مشاركة عربية فاعلة. في هذا السياق، ترتكز البراغماتية الإيرانية، على أبعاد موقع مصر الجيوسياسي في المنطقة العربية، التي تتعارض مع استراتيجية الإدارة الأميركية من جهة، ومع إسرائيل من جهة أخرى. الفتور في العلاقات بين القاهرة وواشنطن، يشجع طهران على الإقدام نحو مصر، بمقدار ما توطد تركيا علاقاتها مع الحلف الأطلسي. على هذا الأساس، رحبت إيران بالدور المصري لوقف العدوان على غزة، خشية أن يأخذ المحور الأطلسي - التركي - القطري، غزة بعيداً عن فلسطين، وبعيداً عن جغرافيتها السياسية مع مصر. في المقابل، لا تريد القاهرة أن تخسر تأثيرها في القضية الفلسطينية، الأمر الذي يتيح لطهران أن تدخل من الباب المصري لدعم مقاومة الإحتلال الإسرائيلي، والإغاثة الإنسانية وإعادة الإعمار. بموازاة ذلك، تتقاطع رؤية طهران مع القاهرة، في مواجهة مخاطر "داعش" والجماعات الأخرى، على نحو يدفع دول المنطقة الأكثر مسؤولية للبحث عن تجفيف منابع الإرهاب وإعادة الاستقرار في العراق وسوريا، على وجه الخصوص. القاهرة التي تبحث عن تعدد العلاقات والانفتاح على موسكو في المنظومة الدولية، يمكن أن تلتقي مع طهران في توطيد العلاقات السياسية والاقتصادية البينية، لصالح الطرفين. لكن إيران تذهب في الإطار الاستراتيجي أبعد من ذلك، فتأمل أن تستعيد مصر دورها المحوري الإقليمي.