خيام غزة مشرعة على الأمل والمقاومة

العدوان الاسرائيلي على غزة خلّف وراءه مآسي ومعاناة تطال الكثير من العائلات. فغالبيةُ من دمرتْ بيوتهم لجأوا الى مراكز إيواء حيث لا يختلف نهار النازحين عن ليلهم. معاناة مستمرة وظروف صعبة ومع ذلك لا تنقطع آمالُهم بالعودة الى منازلهم.

ما تزال هذه الخيام مشرعة. كأحلام أصحابها الذين يقتاتون على الأمل بغد أفضل ..
لا يجلسون في حديقة منزلهم.  فهذه هي  الباحة الخلفية لمستشفى الشفاء بغزة.  وهذا أبو أحمد وأشقائه هربوا من الشجاعية تحت القصف. أصيب أبنائه الخمسة لحظة الاجتياح قبل أن يتمكن من الوصول الى هنا لنصب خيمته التي مضى عليها أكثر من شهر كامل. حاله يغني عن سؤاله ومع ذلك يتسلح بايمان وصبر يجاوزان السماء أما العودة الى منزله المدمر فغاية لا تراجع عنها .  أبو أحمد نازح من الشجاعية. يقول "نحن لن نعود للشجاعية وبيت حانون، لا سنعود، لكن لارضنا في 48 وحنرجع لبيوتنا ونعمرها ونبنيها وبوعدك اتزوج زوجة وثانية وسانجب الكثير واحنا واسرائيل والزمن طويل ولن نضرب صواريخ، نحنا سنخوض معهم حرب ديموغرافية لحتى نريهم" ..  في أنحاء مترامية من الحديقة تنتشر عشرات الخيام. في معظمها لا تسع أصحابها ولا تستر عوراتهم من عيون آلاف  النزلاء الذين يزورون المشفى ليل نهار. ومع ذلك لا يبدوا أن هنالك حل آخر أمام هؤلاء غير التسليم والرضا فلم يعد هنالك ما يخسرونه بعد ان هدمت منازلهم التي بنوها بعرق السنين ..  خليل يقول "أنا بيتي عزيز علي لانه في كل طفولتي وذكرياتي وأولادي عزيزين علي لكنهم مش اعز من المقاومة ورجالها" .. أبو همام يؤكد ان منزله لو ارادو يدمروا مرات سيرجع اليه ويبني فوقه وستعود الحياة مجددا ..  في هذا المكان لا يستوي الجميع في معاناتهم.  فليس من حضر حربا كمن حضر حربين او حتى النكبة الاولى فالجرعة هنا مضاعفة برسم سنين من التشرد واللجوء.  لجوء يقول هؤلاء انه لن يتكرر مهما كان الثمن ..  حاجة تقول انه لا يمكن ان نتهجر "ولا يمكن يا اما بنضل متمسكين بارضنا يا اما ع بريد الشهداء مباشرة". نازحة تقول سنرجع "والله بسواعد الرجال رح نبني بيوتنا اليهودي بيفكرو يذلونا فشروا مقاومتنا قدمت واحنا معاها والله معانا" .. حاج يقول "ولا يمكن اسرائيل تذلنا لانه الشعب الفلسطيني معروف بانه شعب مقاوم ومناضل" ..  ما تزال هذه الخيام مشرعة. كأحلام أصحابها الذين يقتاتون على الأمل بغد أفضل ..

اخترنا لك