بعد وقف العدوان وهزيمة إسرائيل: معركة من نوع آخر بانتظار المقاومة

انتصار المقاومة في وقف العدوان الإسرائيلي من دون السماح بتحقيق أي من أهدافه، يفتح الأبواب أمام المقاومة للبناء على الشيء مقتضاه لكن هذا المسار هو شكلٌ من أشكال الحرب.

العبرة ليست ببنود الاتفاق بل بموازين القوى بين المقاومة وإسرائيل
ما بعد وقف العدوان، بالحجم والظروف التي انتصرت فيها المقاومة، ليس كما كان قبلها، فاتفاق الهدنة الحالية الذي تضمن بعض بنود الاتفاقات السابقة، لا يسمح ببقاء حصار غزة، كما كان سابقاً، والعبرة ليست في بنود هذا الاتفاق أو ذاك، بل بموازين القوى بين المقاومة والاحتلال الإسرائيلي.

المقاومة امتلكت لأول مرة الحد الأدنى من توازن الردع، المحدد الأساس لتقديم بند وتأخير آخر، وهي تتسلح بمعنويات النصر الذي يدفعها إلى المضي قدماً، بينما يشعر الاحتلال الإسرائيلي بهزيمة "الخنوع أمام الإرهاب"، بحسب تعبير 80% من الإسرائيليين.

فضلاً عن ذلك، فاوضت المقاومة لأول مرة، ويدها على الزناد، فأصرت على وقف العدوان، ورفضت اقتراح وقف النار الذي يعادل "تهدئة مقابل تهدئة"، ولم تقبل أن يفاوض عنها أحد.

ولا ريب أن إسرائيل ستماطل في فتح المعابر، كما ماطلت في تسويف الاتفاقات السابقة، بذريعة "حماية أمنها"، لكن تنفيذ اتفاق الهدنة الحالية، ليس بيد إسرائيل وحدها هذه المرة؛ فالدول المعنية بالإغاثة وإعادة الإعمار، ستحاول التنافس فيما بينها لنيل حصتها من انتصار غزة، وهي تحرص أكثر ما تحرص على عدم صدارة إيران في مؤازرة غزة لتضميد جراحها، ودعم مقاومتها.

غير أن واشنطن، التي تحاول إنقاذ إسرائيل من نتانياهو، تعمل في الأمم المتحدة، مع حلفائها، على أن يكون فتح المعابر والميناء والمطار، مقابل ما يسمى السلام، ونزع السلاح.

على نقيض واشنطن، تبني المقاومة أفقاً على أساس انتصار غزة، في ترسيخ مسار "استراتيجية المقاومة"، بديلاً لمسار أوسلو اللعين، على قول رمضان عبد الله شلح.

هو مسار حرب بين استراتيجيتين، قد لا يخلو من هز السلاح، وقد تعرقله إسرائيل هنا أو هنالك، لكن الدب الإسرائيلي الذي بقي طويلاً على الشجرة، تخطاه انتصار المقاومة، وبات وراءها.

اخترنا لك