اليمن: مجلس الأمن يرجئ جلسته وفشل المفاوضات بين أنصار الله والرئاسة

في اتجاهين مختلفين يتحرك الشارع اليمني الذي قد يبدو منقسماً على نحو لا يبعث على القلق فقط بل وعلى الخوف أيضاً من انزلاق الأمور بطريقة أو بأخرى.

التطورات السياسية تترافق مع استمرار التظاهرات المطالبة بإسقاط الحكومة
أعلن مكتب مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن جمال بنعمر أن مجلس الأمن أرجأ جلسته التي كانت مقررة اليوم الإثنين لبحث الوضع في اليمن إلى التاسع والعشرين من الشهر الحالي. أتى ذلك بعد إعلان فشل المفاوضات بين جماعة "أنصار الله" ووفد الرئاسة اليمينة إلى صعدة. المتحدث باسم الوفد الرئاسي عبد الملك المخلافي قال "إن الحوثيين رفضوا كل المقترحات التي قدمت اليهم". 
وكانت غادرت اللجنة الرئاسية على نحو مفاجئ محافظة صعدة بعد لقاءات متواصلة عقدتها منذ أيام مع قيادة أنصار الله. وأكد الناطق باسم اللجنة رفض "أنصار الله" الحلول التي قدمت إليهم مع التشديد على تنفيذ مطالبهم.بحسب القيادي في "أنصار الله" علي العماد فإنه "حين يقول المخلافي أن هناك فشلاً كاملاً في القضايا المطروحة فهذا يعني أن السلطة متمسكة بالحكومة وكذلك متمسكة بالانقلاب على مقررات الحوار". 
اللجنة لم تفشل حتى الآن لكونها قد حسمت نقطة تأليف حكومة كفاءات وطنية بعد إصرار "أنصار الله" على عدم المشاركة في أي حكومة خلاف ذلك بينما تعذر الاتفاق على مطلب إلغاء قرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية.  وفي هذا السياق قال العماد "إن أنصار الله طالبوا بتلبية مطالب الشعب كاملة لكن اللجنة لم تكن مخولة بمناقشة هذه المواضيع وإنما كانت مخولة فقط بإعطاء بعض الإغراءات الوظيفية والمحاصصة لأنصار الله في مقابل أن يسكتوا عن بقية القضايا الخاصة بالحوار الوطني ومطلب إسقاط الحكومة".   
اللجنة قد تعود إلى صعدة لكن بعد مشاورات تجريها مع الرئيس هادي. جولة أولى من اللقاءات ستليها بحسب محللين جولات مع استبعاد وصول الأمور إلى الصدام العسكري برغم التعنت الواضح لدى الطرفين.  
ووفق أستاذ الأزمات الدولية بجامعة صنعاء د. نبيل الشرجبي فإنه "في حال لم تقدم تنازلات حقيقية ومؤلمة وقوية من قبل جميع الأطراف فإننا سائرون إلى الهاوية". وتترافق التطورات السياسية في العاصمة صنعاء اليوم مع استمرار الاعتصام المفتوح وخروج تظاهرات يومية ضد الحكومة تقابلها مسيرات داعمة لها. 

اخترنا لك