الإبراهيمي يبتعد من الجامعة العربية ولافروف يدعو لبدء الحوار

وزير الخارجية الروسي يؤكد أن رحيل الرئيس السوري لا يجب أن يكون أولوية داعياً المعارضة المسلحة إلى حوار سياسي، وبان كي مون يصرّ على بقاء الإبراهيمي مبعوثاً مشتركاً للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية.

يدور الحديث في الاروقة السياسية عن استقالة محتملة للابراهيمي

في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي أحمد داوود أوغلو، دعا وزيرُ الخارجية الروسي سيرغي لافروف المعارضة السورية المسلَّحة، الى وقف العمليات العسكرية والبدء بحوار سياسي مؤكدًا أن تغيير النظام في سورية كشرط مسبق لبدء الحوار أمر غير واقعي مطلَقًا.

وأكد لافروف أنَّ ذهاب الرئيس السوري بشار الأسد يجب ألا يكون الأولوية لأن ذلك سيؤدي إلى وفاة أبرياء عديدين. وقبل ثلاثة ايام من اجتماع مرتقَب لمجموعة اصدقاء سورية في اسطنبول وصف لافروف الدور الذي تلعبه المجموعة في النزاع السوري بالسلبي.

وتابع وزير الخارجية الروسي أن إعطاء "الائتلاف" المعارض مقعد سورية في جامعة الدول العربية هو امر مخالف لبيان جنيف.

من جانبه قال وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو إن الازمة السورية تؤثر بشكل كبير على تركيا معتبرًا أن الازمة مستمرة بسبب عنف النظام. اوغلو أكد أنَّ على المجتمع الدَوليّ أن يوقف حمّام الدم في سورية ويدعم ارادة الشعب السوري. واشار وزير الخارجية التركي الى ان بلاده ستستشير روسيا والدول الاخرى في الشان السوري.

ومن العاصمة الأميركية بَرز موقف لافت تقاطع مع ما قالَه نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، من أنَّ سورية ستغيب عن الخارطة اذا تنحّى الرئيس السوري بشار الاسد عن الحكم. إذ قال رئيس الاستخبارات القومية الأميركية جيمس كابلر، إنه لا وجود لسورية بعد الأسد، مضيفاً أن البلاد ستـقسم وفق مبدأ الجِغرافيا والعرْق والمذهب.

وأكد كابلر أمام أعضاء الكونغرس أن الإسلاميين الراديكاليين هم القوة الرئيسية في المنطقة مصرّاً على أنّ الجماعات الإسلامية المتطرفة المتمثّلة في جبهة النصرة هي الجزء الأساسي من المعارضة السورية.

من جهته قال وزير الخارجية السعوديّ سعود الفيصل إنه لا إمكانية لحل سلمي للأزمة السورية في إطار الحكومة الحالية، مشدِّدًا على ضرورةِ انتخابِ سلطة جديدة لتحقيق حل سياسي هناك. وطالب الفيصل بعد لقائِه نظيرَه الاميركيّ جون كيري في واشنطن، بضرورةِ أن تَحظى المعارضةُ السورية بكلِّ المساعداتِ التي تحتاجُها لتقفَ ضِد النظامِ السوري.

وفي تطورٍ آخَرَ قال ديبلوماسيونَ في الأمم المتحدة، إنَّ المبعوث المشترَك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الأخضر الإبراهيمي مستاء من تحركات الجامعة، ويتطلع إلى دور بعيد عنها في مهمته في سورية. ويدور الحديث في الاروقة السياسية عن استقالة محتملة للابراهيمي.

وأفاد مراسل الميادين في نيويورك أن الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أصر على أن يبقى المبعوث الأخضر الإبراهيمي مشتركاً لكل من الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سورية. وقال في مؤتمر صحافي عقده في نيويورك الاربعاء إنه سيعقد إجتماعا مع الإبراهيمي في وقت لاحق من مساء اليوم، ويبحث معه كافة جوانب الأزمة السورية، مشدداً على ضرورة أن يبقى الحل سلمياً في سورية المهددة بالتمزق.

ودعا بان كي مون إلى حماية المدنيين والمضي في التحري في إستخدام الكيميائي، حتى لو لم تقبل الحكومة السورية دخول البعثة بالصيغ المطروحة.

وكانت وكالة رويترز قد نقلت عن ديبلوماسيين أن الابراهيمي يتطلَّع إلى تعديل دورِه ليصبح مبعوثاً للأمم المتحدة دون أي ارتباط رسمي بالجامعة، ويضيف المصدر أنّ الابراهيمي يشعر باستياء متزايد من تحركات الجامعة لاعترافها بالمعارضة السورية، ما قوض دوره كوسيط محايد، وأشار المصدر إلى أنّ الابراهيمي سيقدِّم تقريراً عن الوضع في سورية إلى مجلس الامن يوم الجمعة المقبل.

سياسياً أيضًا طالبت دمشق فرنسا في بيان صادر عن وِزارة الخارجية السورية بالكفِّ عن التدخل في شؤون سورية الداخلية. وأكد بيان الخارجية السورية أن الشعبَ السوريَ لن يسمحَ لفرنسا بالعودة الى بلادِه بعد دعمِها المجموعاتِ الارهابية المسلَّحة.

وكانت باريس قد اعتبرت أن العفوَ الذي أعلنه الرئيسُ السوري بشار الاسد لا يعفيه من وقف أعمال العنف.

يتحدث البعض عن احتمال استقالة الابراهيمي فيما يتطلع الأخير لتعديل مهمته

اخترنا لك