المعارضة السورية لم تحرز تقدّما في حرب المطارات
بعد عام على حرب المطارات الإستراتيجية، لم تتمّكن المعارضة من إنتزاع مطار إستراتيجي واحد، مما دفع بالأتراك إلى تبديل تكتيكاتهم فطالبوا بنشر صواريخ "الباتريوت" لحماية الأجواء بانتظار تحسّن أداء المعارضة في معارك المطارات.
معارك المطارات في الشمال السوري (منغ، النيرب، كويرس وحلب) تحوّلت من جبهات مفتوحة إلى حرب مواقع، خاصة وأنّ المعارضة وبعد عام على هجومها الأول لم تحرز تقدما في حرب المطارات الإستراتيجية التي إعتبرت شرطا أساسيا لإقامة منطقة آمنة في الشمال أو حماية تقدّمها في ريف دمشق.
فبإستثناء مطارالجرّاح قرب حلب الذي أخلاه الجيش السوري الشهر الماضي بعد معارك قصيرة، كانت المعارضة قد حققّت تقدّمها الأخير في مطار تفتناز بريف إدلب بعد مئات القتلى.
لكنّ الجيش خلّف وراءه في تفتناز هياكل قديمة أمّا في الجرّاح فقد سحب سرب طائرات التدريب التشيكية إلى منغ وكويرس القريبين. أما في مرج السلطان بريف دمشق وهو مطار خارج الخدمة، فقد ّتم سحب السربين 525 و537 للطائرات الروسية مي 8 قبل سقوطه وخرج الجيش من مطار ابو الظهور بريف ادلب.
الكلفة العالية في المقاتلين كانت أحد الأسباب التي جعلت من الصعب تنظيم هجمات واسعة على مطارات حصينة وتحيّيد الطيران لم يتحقق، بلّ إستعاض النظام بكثافة إطلاق الصواريخ للتعويض عن الطيران وكان تأثير الهجمات على القوى الجوّية السورية محدود جداً.
الأتراك يطالبون بـ "الباتريوت"
في الوقت الراهن، تدور المعارك بشكل خاص حول منغ الذي يقع في منطقة أعزاز على بعد 35كم من الحدود التركية حيث بدات الهجمات في شهر أيلول/ سبتمبر الماضي وبلغت ذروتها الشهر الماضي مع وصول وحدة من الجيش الحرّ إلى أحد مدرجاته ولم تخرج سالمة، فاللواء 80 يدافع بشراسة عن ثالث المطارات أهمية في الشمال والهجمات عليه يشنها مسلحو "أحرار الشام" و"ولاء الإسلام" و"الجبهة الإسلامية".
مطار كويرس بقيّ هدفاً لهجوم وحصار منذ أشهر من قبل لواء "أحرار الشام" الذي أعلن عن اقتحامه عدة مرات، فيما لاتزال المروحيات المتمركزة فيه تعمل في الريف الحلبي.
إذاً، الهجمات لم تنتزع مطاراً إستراتيجيا لكنها أغلقت مطار حلب وأعاقت إستخدامه لإمداد الجيش مؤقتاً، في حين إستعاد اللواء ثمانين المكلّف بحماية مطاري النيرب العسكري وحلب المدني المبادرة بعد تأمينه الطريق الواصل من السلميّة في حماة حتى جنوب شرق حلب. ممّا مكّن الجيش من محاصرة الأحياء الشرقية التي تسيطر عليها "النصرة" و"لواء التوحيد" وطريق إمداد للجيش في غرب المدينة.
كلّ هذا دفع بالأتراك إلى تبديل تكتيكاتهم ..بدل إنتظار تحيّيد الطيران السوري لحماية منطقة آمنة، فطالبوا بنشر صواريخ "الباتريوت" لحماية أجوائهم بانتظار تحسّن أداء المعارضة في معارك المطارات.