الجيش العراقي والبيشمركة يحكمان السيطرة على سدّ الموصل

بعد معارك عنيفة مع داعش قوات البيشمركة تتمكن من السيطرة على سد الموصل بعد سيطرتها على ناحية بعشيقة في نينوى وباطناية وفليفل شمالي الموصل. يأتي ذلك فيما كارثة إنسانية تلوح في الأفق وتهدد قرابة مليون ونصف مليون نازح من الموصل وديالى وصلاح الدين بحسب المفوضية العليا لحقوق الإنسان.

سيطرت قوات البيشمركة على سد الموصل بعد معارك عنيفة مع مسلحي داعش (أ ف ب)
سيطرت قوات البيشمركة على سد الموصل بعد معارك عنيفة مع مسلحي داعش. وكانت البيشمركة قد سيطرت في وقت سابق على ناحية بعشيقة في سهل نينوى وعلى منطقتي باطناية وفليفل شمالي الموصل، وذلك بمساندة من سلاح الجو العراقي إضافة إلى مساندة الطائرات الاميركية. وفي مقابلة مع الميادين قال رئيس برلمان إقليم كردستان الأسبق عدنان المفتي "إن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام استغل الظروف في سوريا كي يتوسع وإن التنظيم يحصل على دعم خارجي". 

من جهته أكد رئيس أساقفة الموصل وتوابعها للسريان الأرثوذكس مار نيقوديموس داود شرف "أن المسيحيين وبعضاً من مكونات المجتمع العراقي فقدوا كرامتهم جراء تصرفات داعش وأضحوا وكأنهم غرباء في وطنهم". وشدد في لقاء مع الميادين على أنه "لا يستطيع أن يطالبهم بالتمسك بالوطن إذا بقيت الحال على ما هو عليه". 

كارثة إنسانية في أوساط النازحين

وعلى وقع المعارك المستمرة، حذرت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق من كارثة إنسانية تهدد قرابة مليون ونصف مليون ممن نزحوا من الموصل وديالى وصلاح الدين إلى مدن إقليم كردستان. وطالبت المفوضية بتدخل عاجل لإنهاء معاناة النازحين، محملة الأطراف المحلية والدولية مسؤولية ما سيترتب من كارثة بحسب وصفها.كاميرا الميادين زارت مخيم الخازر في أربيل، حيث بدا الإحباط مسيطراً على مشاعر عشرات آلاف النازحين. يقولون أنهم فقدوا الثقة في المجتمع الدولي ويشتكون من غياب السلطات، متهمين إياها بالتخلي عنهم في هذا الوقت الصعب.

أحمد جميل، نازح من أهالي الموصل يتحدث بعتب شديد عن زيارة رئيس البرلمان إلى المخيم والوعود التي أطلقها مع ٢٥ نائباً من دون تنفيذ أي منها. 

حامد جبر هو الآخر نزح من الموصل يشتكي من الأمراض التي أصيب بها الأطفال في المخيم، متسائلاً عن غياب المنظمات الإنسانية وحقوق الإنسان والأمم المتحدة. 

ومن مخيم الخازر إلى الطرقات والمدارس والكنائس في إقليم كردستان حيث تبدو كارثة أخرى. إلى هناك لجأ العراقيون الخائفون على أرواحهم. يقفون اليوم بالطوابير للحصول على ما يسد رمقهم ويقيهم ما هو أكثر سوءاً في ظل انسداد آفاق الحل بعدما دق الإقليم الكردي ناقوس الخطر في محافظاته الثلاث التي وصلها ما يقرب مليون ونصف مليون نازح من محافظات العراق الأخرى. 
جليل متي، نازح من سهل نينوى يبحث اليوم عن مكان يؤويه وهو لايريد أن يبقى في الشارع. 

أمام هذا الواقع يقول مسرور أسود محي الدين، عضو المفوضية العليا لحقوق الانسان في العراق "إن لدى المفوضية مخاوف كبيرة من حدوث كارثة إنسانية وسط هؤلاء النازحين" مطالباً بـ"ضرورة التدخل العاجل ومن كافة الأطراف بهذا المجال". 

إحباط يسيطر على مئات آلاف النازحين

اخترنا لك