كاميرا الميادين تزور مراكز الإيواء في غزة: المأساة مستمرة بانتظار بدء إعادة الإعمار
آلاف الغزيين ممن لم يبق جيش الاحتلال في أماكن سكنهم حجراً على حجر استفاقوا من هول الصدمة على ما هو أشد إيلاماً وهواناً. الإيواء المؤقت في مدارس وكالة الغوث زاد من عذاباتهم من جراء الأعداد الكبيرة التي أدت إلى انتشار أمراض عديدة ولا سيما بين الأطفال.
أحد النازحين يقول "لو كنا أمواتاً أفضل لنا، إذا انقطعت الكهرباء لخمس نشعر بالاختناق بسبب الحرارة المرتفعة" مضيفاً "أنا مريض وزوجتي مريضة".رجل مسن يقول "جسمي تعبان ونفسيتي كذلك" متسائلاً "كيف بعد هذا العمر نتهجر هكذا ونرمى في الحر وحيث المياه العادمة والنوم في غرفة فيها ثلاثون شخصاً".
ما بين مراكز الإيواء وركام المنازل المدمرة ينتقل أبناء غزة ليعيشوا حياة تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة، متى وأين
وكيف ستتم إعادة الإعمار، أسئلة تبقى حاضرة في الأذهان. يوضح أحد الذين تهدمت بيوتهم جراء العدوان "نحن الآن في فصل الصيف ولكن ماذا حين يحل الشتاء" مضيفاً "هناك أشخاص تهدمت بيوتهم في 2008 وحتى اليوم لم يفعل أحد لهم شيئاً".
أم صبري تعود نهاراً إلى منزلها المدمر، تطل على أطلاله و الحزن يتملكها وذكريات الزمن الجميل تعتصر روحها. تركت خلفها في مركز الإيواء سبعين شخصاً ذهبت خصوصية حياتهم أدراج رياح تكشف المستور وأدق تفاصيل الأمور.
أم صبري تعارك الحياة من أجل البقاء، تحصد اليوم ما زرعته لا انسانية احتلال حرق شجراً وهبته سنين حياتها لكنها صامدة وبأرضها مغروسة كشجر الزيتون.