أزمة ثقة بين المستوطنين والقيادة الإسرائيلية
حال التململ والتذمر لا تزال سائدة في المستوطنات المحيطة بقطاع غزة وسط رفض المستوطنين دعوات العودة إليها خوفاً من صواريخ المقاومة الفلسطينية، في ظل الحديث عن نشوء أزمة ثقة عميقة بين المستوطنين والقيادة الإسرائيلية.
يقول أحد هؤلاء " لسنا مستعدين لأن نكون سترة واقية لإسرائيل. هناك أزمة ثقة حقيقية وعميقة إزاء الدولة. قالوا لنا عودوا إلى منازلكم وقد تعرضنا مباشرة لنيران لا تحتمل". حال التذمر استمرت ولم تنفع معها المحاولات والزيارات التي قام بها كبار الضباط والسياسيين لمستوطنات الجنوب في تهدئة روع المستوطنين. محاولات باءت كلها بالفشل ولم تنجح في إطفاء ثورة غضب المستوطنين. يسأل مستوطن آخر "ماذا تريد الحكومة منا ربما تريد أن يحفر كل منا قبره بيديه؟". رئيس هيئة الأركان الذي وعدهم بالأمس القريب بورود تتفتح في حدائقهم طلب منهم اليوم التحمل. يقول بني غانتس "المطلوب في هذه المرحلة قدرة على الصمود في المحيط هنا، قدرة دفاع جيدة واستمرار المهمة الهجومية". قائد المنطقة الجنوبية الذي وعدهم بدوره أيضاً بالأمن قبل أيام بشرهم بعدم وجود حل تكنولوجي في العالم قادر على أن يمثل حلاً لتهديد الأنفاق. واعترف أمام المستوطنين قائلاً "لقد اخطأنا في بعض تصريحاتنا وبياناتنا". أما وزير الأمن الداخلي الذي حضر وسط المستوطنين داعماً ومحاضراً في أهمية الصمود فقد ولى هارباً عند سماع صفارة الإنذار في مشهد يختصر كل الموضوع. تقول إحدى المستوطنات "أدعو وزير الأمن إلى السكن هنا خمس دقائق فقط تحت النار وإلى إخباري إذا ما كان الوضع طبيعياً. أنا لا أستطيع التجول في المستوطنة، لدي رعب من أن يخرج مخرب من نفق ما، هذا ليس طبيعياً وليس آمناً أيضاً، أخاف العودة أنا مرعوبة وكل عائلتي خائفة". وعود المسؤولين الإسرائيلين التي ذهبت أدراج الرياح خلفت وراءها أزمة ثقة عميقة، يقول المحللون، لكن الأخطر من كل ما تقدم بحسب صحيفة "اسرائيل هيوم" هو أداء قيادة الجبهة الداخلية الذي يجب أن يشعل الضوء الأحمر. أداء يجب أن يكون مصدر قلق كبير إزاء ما قد يحصل في حال وقوع حرب حقيقية حرب لا تكون القبة الحديدية كافية فيها لحماية الجبهة الداخلية.