من له مصلحة بإشعال لبنان؟
تجمع الأطراف السياسية في لبنان على وجود أياد خارجية وراء الأحداث الأخيرة وغيرها لكنها تختلف حول هويتها، البلد مرشح لمزيد من السخونة قد تعيد موجة الاغتيالات السياسية وتكرار سيناريو عرسال في مناطق أخرى، فمن له مصلحة في إطاحة الاستقرار؟
اعترافات الموقوف جمعة
ويشير إلى أن اعترافات الموقوف عماد جمعة كشفت المخطط الذي كان يجري التحضير له، ومن بين تفاصيله مهاجمة مراكز الجيش والسيطرة عليها وأخذ رهائن لمبادلتهم بسجناء رومية، والتمدد باتجاه المناطق التي تضم أكثر من غيرها مخيمات للنازحين السوريين، وبعد تثبيت المنطقة التي كانوا ينوون السيطرة عليها في عرسال يتوجهون غربا باتجاه عكار وطرابلس. كان هدف هذه المرحلة إيجاد منطقة فاصلة بين لبنان وسوريا وإيجاد منفذ على البحر المتوسط. ويوضح أن إيقاف جمعة واعترافه بوجود متعاونين في مناطق أخرى أدى إلى إفشال هذا المخطط، كذلك رفض جزء من أهالي عرسال الانسياق وراء المؤامرة التي كان من عرابيها بعض فعاليات البلدة، كما أن المسلحين لم يستطيعوا أن يجدوا من يحضنهم في الداخل اللبناني باستثناء الغطاء من قبل بعض نواب تيار المستقبل في الشمال.
هل رفع الغطاء الإقيلمي والدولي عن الاستقرار؟
يتحدث منيّر عن أن حركة عرسال الأخيرة تأتي في إطار الضغط على إيران التي تعرضّت إلى انتكاسة في الموصل ويحاول خصومها أن يضغطوا عليها أكثر في لبنان، من خلال أحداث أمنية في مناطق قريبة من نفوذ حزب الله وخزانه البشري. مواجهات عرسال تأتي أيضاً بحسب منيّر في إطار الرد على معركة غزة. لكن كيف؟يشرح منيّر أن أطرافا عدة لها علاقة بغزة منها "السعودية التي خسرت هناك، وإيران التي ربحت على خلفية دعمها للطرف المنتصر أي المقاومة"، وفي إطار لعبة الدول يحاول من يخسر في منطقة ما أن يرد في منطقة أخرى. هل يعني ذلك أن الغطاء الغربي والعربي بتحييد لبنان والحفاظ على استقراره أصبح منتهي الصلاحية؟ يعتبر منيّر أن الغرب لا يريد أن تخرج الأمور في لبنان عن السيطرة. يشير بشكل أساسي إلى أن ذلك ليس من مصلحة أميركا التي تخشى في ظل أي سيناريو غير محسوب أن تصبح مصالحها مهددة، وهي تتمثل بالدرجة الأولى بإسرائيل. لذلك يرى أن ردة الفعل الأميركية كانت سريعة من خلال بيان داعم للجيش. ويلفت في هذا الإطار إلى أن أميركا والدول الغربية مشغولة الآن بمناطق إقليمية أخرى أكثر أهمية بالنسبة لها من لبنان، الذي يأتي بالمرتبة السابعة على لائحة الأولويات الأميركية في المنطقة باعتراف السفير الأميركي. أما بالنسبة إلى السعودية فهي تلعب في مضمار كبير وتتصارع مع إيران علنا ومع قطر بالخفاء. ويوضح منيّر "ليست القصة انها تريد ان تهز استقرار لبنان، هي تستهدف عرسال حيث للمنطقة خصوصية عند حزب الله". وفي هذا الإطار يفسّر منيّر هبة المليار دولار التي قدمتها الرياض للبنان من خلال سعد الحريري، إذ أن المملكة لا تستطيع خرق الضوابط الأميركية "فلكي تطمئن السعودية واشنطن قدمت الهبة للأجهزة الأمنية اللبنانية شرط صرفها عند الأميركيين، والهدف توجيه رسالة أن الهدف ليس فرط الوضع الأمني إنما الضغط على حزب الله". ويرى منيّر أن لدى الدول الإقليمية التي تدور في فلك الولايات المتحدة هامشا للتحرك. السعوديون لديهم هامش في لبنان خارج النفوذ الأميركي، وهم خسروا معركة سوريا ومعركة العراق ويلومون الأميركيين، ويسعون لتعديل موازين القوى بلبنان، ومن هذا المنطق يمكن أن يتحدثوا مع الأميركيين.