العدوان الإرهابي على غزة في الإعلام الأميركي

صحيفة "نيويورك تايمز" تقول إن هناك علامات على وجود أزمة ثقة بين إسرائيل وأميركا، والرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر يدعو بلاده للإعتراف بحركة "حماس" كلاعب سياسي شرعي.

دعا الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر بلاده إلى الإعتراف بحركة حماس كلاعب سياسي شرعي
أشارت صحيفة "نيويورك تايمز" إلى تبلور أزمة ثقة بين "اسرائيل واميركا" التي تعتريها مشاعر عدم الرضى "في وزارة الخارجية والبيت الابيض من الحكومة الإسرائيلية لتجاهلها الجهود الديبلوماسية الأميركية لوقف سفك الدماء، مما اضطر المسؤولين للوقوف جانباً يتملكهم الغضب وازدراء المعاملة".

وأوضحت أن العلاقة الثنائية ليست على ما يرام "وتلقت سلسلة كدمات، بدءاً بانتقادات اسرائيل القاسية لجهود وزير الخارجية لتحقيق السلام وانتهاءاً بتوبيخ نتنياهو للسفير الاميركي في اسرائيل".

وعادة ما تشهد العلاقة الثنائية "موجة غضب أميركية، تليها مفردات الاطراء السلسة" والتأكيد على عمق الدعم الأميركي الثابت.

وأضافت الصحيفة أن خيارات الرئيس أوباما في التعامل مع تداعيات العدوان على غزة باتت ضيقة، نظراً "لغياب احتجاجات الدول العربية المجاورة، ودعم الكونغرس اللامحدود لإسرائيل قيّدا اطلاق يديه لفرض تراجع على نتنياهو بوقف الغارات على غزة"، بيد ان انتقادات اوباما لم تكبح "سرعة اندفاعه للمصادقة على قانون يمنح إسرائيل مبلغ 225 مليون دولار إضافي تحت بند الطوارىء".

من جانبها، أشارت صحيفة "واشنطن بوست" الى التغيرات السياسية المحتملة في نظرة المجتمع الاميركي لاسرائيل ثمرة لصمود الشعب الفلسطيني وتصاعد الضحايا من المدنيين، لكن ذلك "لن يحدث بين ليلة وضحاها بل من الممكن ان تتطور مسألة الدعم الاميركي من صيغتها الراهنة والتي تحظى بإجماع تام في الكونغرس والنخب السياسية ايضاً، الى مسألة قابلة للنقاش".

واستطردت بالقول إن اسرائيل اخطأت في قصفها مراكز تأوي المدنيين الفلسطينيين، وجاء انتقاد وزارة الخارجية الاميركية في هذا السياق بأن "وجود المسلحين بالقرب منها لا يبرر الغارات، وهي لهجة تتناقض مع ما اعتادت على اسرائيل سماعه".

أما الرئيس الاميركي الاسبق، جيمي كارتر فدعا بلاده الى "الاعتراف بحركة حماس كلاعب سياسي شرعي" في مقال نشره في يومية "فورين بوليسي".

وأوضح ان اتفاق المصالحة مع السلطة الفلسطينية شكل "تنازلاً هاماً من حماس، يفضي الى السيطرة المشتركة على قطاع غزة تحت سقف حكومة تكنوقراط لا تضم اي من اعضائها، بمشاركة خارجية وعودة بعثة المساعدة الدولية التابعة للاتحاد الاوروبي، فضلاً عن اعلان الحكومة الجديدة التزامها بشروط الرباعية: نبذ العنف، الاعتراف بإسرائيل، والالتزام بالاتفاقيات المعقودة سابقا".

 وعليه، يقول كارتر إن الخطوة المقبلة ينبغي ان تشمل "اتخاذ تدابير ضرورية لتعزيز الوحدة الفلسطينية، أولها رفع جزئي على الاقل للعقوبات والحصا، وتوفير الاموال لدفع رواتب الموظفين المستحقة".

كما دعا كارتر الى "قيام دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل في نهاية المطاف".

من جهتها، اقرت يومية "ديفينس نيوز" بسوء تقدير القادة العسكريين "الاسرائيليين لأهمية شبكة الانفاق، واقروا بذلك في وقت متأخر مما حوّل العملية البرية الى مناورة من بيت-الى-بيت افتقدت للتخطيط".

واضافت ان "اسرائيل لا تزال تحتفظ بنحو 80،000 جندي ونيف من صفوف الاحتياط في الخدمة الفعلية .. بصرف النظر عما يروج اعلاميا بأنه انسحاب من جانب واحد، وان المواجهة المقبلة ستتخذ شكل "حرب استنزاف مكلفة بين الطرفين".

وأردفت أن الدعم العالمي "لإسرائيل بدأ يتهاوى مما يفسر سعيها المحموم لتبرير العدد الكبير من الضحايا بأن من بينهم مسلحون او اهداف اخرى مشروعة".

اخترنا لك