حسابات إسرائيل قبل بدء عدوان غزة أبطلتها قدرات المقاومة
إسرائيل التي شنت عدوانها الإرهابي على غزة، متوقعة القضاء على المقاومة، راهنت على تعزيز وظيفتها الإقليمية، لكن دخولها المعركة غير الخروج منها.
في الظاهر، تبدو الهدنة الإنسانية التزاماً بوقف إطلاق النار، من دون البحث في وقف العدوان وفك الحصار، كما اشترطت المقاومة. لكن في حقيقة الأمر، لم توافق المقاومة على الهدنة قبل اتفاق معلن، على أن الوفد الفلسطيني حصل على ضمانة، بشروط المقاومة. نتانياهو تراجع عن استكمال العدوان حتى إزالة الانفاق، كما توعد بذلك، بسبب فشل جيشه بالقضاء على المقاومة، حيث لا تنفصل الأنفاق عن الصواريخ وعن القدرة القتالية، والتخطيط والتنظيم. الافتراضات التي حدت به إلى شن العدوان، تبين في الميدان أنها واهية؛ فمحور المقاومة لم يترك غزة لقمة سائغة للعدوان، بالرغم من الخلافات السياسية. ولم يستطع نتانياهو أن يهزم غزة، مدخلاً لتعزيز وظيفة إسرائيل في صدارتها لمحور إقليمي معاد لحركة حماس في غزة. المستجدات العسكرية في رفح، من شأنها أن تزيد مأزق نتانياهو تأزيماً. فما كان قابلاً لتسويق مخرج مشرف بصعوبة، بات شبه مستحيل. التهديد الإسرائيلي بالتصعيد العسكري، قد يصل إلى تكثيف مجازر قتل الأطفال وتدمير البيوت، لكنه من غير المتوقع أن يصل إلى غزو بري واسع، وإذا حصلت هذه المغامرة، من المرجح أن تكون شكلاً من الهروب إلى الأمام، بعد أن أثبتت المقاومة قدرة عالية على الإلتحام وجهاً لوجه. إسرائيل استنفذت معظم أدواتها الضاربة، وهي حصراً الانتقام من المدنيين، لكن المقاومة لم تستخدم كل ما يمكنها استخدامه للدفاع عن غزة، ولم يبلغ التضامن معها أوجه بعد، ولا سيما احتمال اندلاع انتفاضة في الضفة الغربية، قد تقلب الطاولة رأساً على عقب.