واشنطن ترسل مبعوثاً أميركياً مسانداً لمفاوضات القاهرة

مدير مكتب الميادين في واشنطن يقول إن أميركا ارسلت مبعوثاً لمفاوضات القاهرة ليكون مسادناً للوسيط المصري وأن واشنطن ترغب بتمديد الهدنة لضمان استمرار هذه المفاوضات ويشير أن كل طرف وضع سقفاً وأن الطرف الاسرائيلي ومعه أميركا يريد اضعاف المقاومة وتدميرها.

واشنطن ترغب بتمديد الهدنة لحل كافة الخلافات والقضايا
أفاد مدير مكتب الميادين في واشنطن منذر سليمان أن فرانك لوينستين المبعوث الأميركي الخاص لمفاوضات السلام  سيصل اليوم إلى القاهرة لمساندة المفاوضات حول غزة، مؤكداً أنه سيكون ضمن الوفد إلى القاهرة  ممثل لكل من "حماس" و"الجهاد".

وأضاف أن "الاختبار سيكون في مدى الالتزام بهذه الهدنة خلال الساعة القادمة، وخاصة من الجانب الإسرائيلي الذي يستمر في عدوانه حتى موعد بدء الهدنة".

وأشار الزميل سليمان إلى أن "كيري كان أكد أن هناك وفد أميركي صغير سيصل إلى القاهرة وأن لوينستين سيحضر المفاوضات ليكون مسانداً ومشاركاً فيها خاصة وأنه لن يكون هناك قاعة بحسب المسؤولين الأميركيين مشتركة للمفاوضات، بل هي ستتم عبر وسيط مصري بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني، والوفد سيشكل من قبل رئيس السلطة الفلسطينية بالتشاور مع الفصائل"، لافتاً أن "رئيس السلطة محمود عباس لن يحضر إلى مصر على رأس الوفد".

وعن كيفية إجراء المفاوضات قال الزميل سليمان إن "الوسيط المصري سيتنقل بين الأطراف لينقل وجهات النظر"، لافتاً إلى أن "الأمر الأساسي أن هناك رغبة أميركية في أن تؤدي هذه الهدنة إلى نوع من التمديد بمعنى أن يكون هناك هدنة اضافية تتمدد بعدها عدة مرات لضمان استمرار المفاوضات حول كافة القضايا".

ورأى الزميل سليمان أنه "كان في جوهر الأمر أن يبدو للجميع أنهم لم يتراجعو عن بعض المواقف التي يتمسكون بها، بمعنى أن الإسرائيليين لن ينسحبوا من المناطق التي وصلوا إليها على أطراف غزة وسيستمرون في متابعة ما يعتبرونه تدميراً للأنفاق خارج غزة أي داخل الأراضي المحتلة".

أما في الجانب الفلسطيني فرأى الزميل سليمان أن الفلسطينيين لن يتراجعوا عن مطالبهم وسيكون هناك فتح جزئي للمعابر، لافتاً إلى أن "كيري ألمح إلى أن الأغذية والأدوية ستصل إلى غزة إضافة إلى أمور إنسانية أخرى"، موضحاً أن "هذا يعني أن الولايات المتحدة قدمت المساندة وأن أطرافاً أخرى اتفقت مع أميركا للقيام بنفس العمل".

وعن الورقة الأميركية التي حكي أن المبعوث الأميركي سيحملها معه، أوضح مدير مكتب الميادين أنها "ستكون جزءاً من الأفكار التي قدمها كيري للإسرائيلين بصورة سرية مع بعض التطوير لها"، لافتاً إلى أنه "سيترك لكل طرف أن يقدم ما لديه من مطالب"، مؤكداً أن الوفد الأميركي عملياً سيكون الوفد المساند في هذه المفاوضات للوسيط المصري، وخاصة في أخذ المواقف الإسرائيلية، ومحاولة معالجة ما يمكن تسميته العقبات التي ستضعها اسرائيل في وجه هذه المفاوضات"، متحدثاً عن "وجود سقف للطرفين وأن السقف الأعلى سيكون لدى الجانب الإسرائيلي الذي سيطالب بنزع سلاح المقاومة". لكنه أشار إلى أن هذا الأمر سيترك لمباحثات أخرى حول كيفية حصول معادلة جديدة  وهي "إن كنتم ستنزعون سلاح غزة فعليكم أن تنزعوا سلاحكم الموجه ضد غزة أو التهديد به".

وقال الزميل سليمان أنه "سيتم البحث في قضايا أخرى تتعلق بفك الحصار والضمانات، وطمأنة للأطراف جميعاً بالعودة ألى الوضعية السابقة أي ما قبل العدوان".
وقال إن "الولايات المتحدة تتردد في قول أنها ستقدم مبادرة متكاملة"،مضيفاً أنها "ستترك للجانب المصري وللأطراف أن تتحاور فيما بينها وستشجعها على إكماله لإدراكها أن مهلة الثلاثة أيام لن تكون كافية لمعالجة كل النقاط العالقة والنقاط الخلافية".

وعن موضوع رفع الحصار عن قطاع غزة قال مدير مكتب الميادين إن "أميركا تنظر إلى ضرورة أن تتوفر لدى السلطة الفلسطينية وحكومة الائتلاف الوطني بالتعاون مع مصر والأمم المتحدة آلية لفتح المعابر، وفك الحصار، وأن لا يكون هناك أي خشية من أن تدخل عبر هذه الآلية التي سيتم البحث بها وبالتفاصيل إلى تزويد المقاومة بالسلاح وغيرها من الأمور التي يعتبرها الطرف الاسرائيلي أنها تعزز وضع المقاومة في غزة"، موضحاً أن "هذه المسألة ستترك للتفاصيل التنفيذية والإجرائية".

وقال الزميل سليمان أن اللافت في المواقف هو التنديد الأميركي الخجول للتصرفات الإسرائيلية، والعدوان البشع والاجرامي الذي يشنّه على غزة، لافتاً إلى أن "أميركا وضعت المسؤولية على الطرف الإسرائيلي بإشارتها بالقول إنه "كان على إسرائيل أن ترتفع إلى مستوى ما كانت تعلنه دائماً من أنها لن تستهدف المدنيين". ورأى سليمان أن "اسرائيل كانت ترغب بوضع عبء على المقاومة عبر استهداف المدنيين"، لكنه اعتبر أن موقف أميركا يشير إلى أنها "تضغط على الجانب الإسرائيلي".

وعن الخلاف الأميركي الإسرائيلي حول حدود هذه الحملة ضد قطاع غزة، أشار  الزميل سليمان أن "الرغبة عند الطرف الأميركي تتلاقى مع رغبة اسرائيل وهي إضعاف "حماس" والمقاومة الفلسطينية عموماً، وإعادة السلطة للتعاون والتفاوض مجدداً مع الطرف الإسرائيلي.

 

اخترنا لك