السنوسي: سلمنا الصدر لجماعة "أبو نضال" التي أعدمته

مصدر عربي يكشف لصحيفة "الراي" الكويتية أن عبدالله السنوسي رئيس الإستخبارات العسكرية الليبية في عهد القذافي إعترف أثناء التحقيق معه أن الأخير سلّم الإمام موسى الصدر لجماعة صبري البنّا (أبو نضال) التي تولّت إعدامه.

تعدد الروايات حول إختفاء الإمام موسى الصدر

كشف مصدر عربي رفيع المستوى لصحيفة "الراي" الكويتية أن عبدالله السنوسي الذي كان رئيساً للإستخبارات العسكرية أيام الرئيس الليبي معمّر القذافي، كان يتعاون تعاوناً تاماً مع المحققين الليبيين الذين كانوا يستجوبونه في شأن الجرائم الكبيرة التي ارتكبت في عهد معمر القذافي.

وكشف المصدر نفسه الذي قالت الصحيفة إنه كان مطلعاً على سير التحقيقات مع السنوسي الذي استردته ليبيا في أيلول/ سبتمبر الماضي بعد لجوئه إلى موريتانيا أن "السنوسي إعترف أن الإمام موسى الصدر، الذي كان رئيساً للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان، لم يعدم فور صدور الأمر من القذافي باعتقاله في أواخر شهر آب/ أغسطس 1978 بل إنه احتجز بين سنتين وثلاث سنوات في مقر الإستخبارات العسكرية الليبية، ووضع مع رفيقيه (الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين) في زنازين تقع في طبقة تحت الارض".

وبحسب المصدر فإن السنوسي ذكر أنه "في مرحلة لاحقة، سلّم الصدر إلى مجموعة تابعة للمنشق الفلسطيني صبري البنا (أبو نضال)، وأن هذه المجموعة تولّت تنفيذ حكم الإعدام الذي أصدره القذّافي بالصدر الذي دفن في المكان نفسه الذي كانت تقيم فيه تلك المجموعة".

وكشف المصدر أيضاً أن "السنوسي فسّر القرار الذي اتخذه القذافي بإعدام الصدر عن طريق جماعة "أبو نضال" بشعور القذافي "بالإحراج"، مشيراً إلى "أن القذافي آنذاك لم يعد قادراً على إطلاق الصدر ورفيقيه بعد الحملة التي إستهدفته، والتي اتهمته بأنه أخفاهم لذلك وجد في التخلص من الصدر الوسيلة الأفضل للخروج من المأزق الذي وضع نفسه فيه، خصوصاً بعد انكشاف الحيلة التي اعتمدها، والتي قضت بإرسال شخص يشبه الصدر إلى روما حاملاً جواز سفره، بغية إقناع الرأي العام العربي والدولي أنه غادر برفقة رفيقيه الأراضي الليبية".

وليست هذه الرواية الوحيدة التي يتمّ تداولها بخصوص مصير الصدر ورفيقيه منذ اختفائهم عام 1978. فقد قال مسؤولون ليبيون آخرون عملوا مع القذافي، إن الأخير "أمر بإخراج الصدر فوراً من مجلسه وإعدامه بعد حصول تلاسن بينهما في الثامن والعشرين من شهر آب/ أغسطس 1978". وروى هؤلاء أن "الضابط الذي تولى إخراج الصدر من المجلس، فهم أنّ القذافي أمر ضمناً بتصفية الصدر".

لكنّ السنوسي نفى أثناء التحقيق معه الرواية التي ذكرها المسؤولون الليبيون قائلاً "هذا ليس صحيحاً، لأن التعليمات التي تلقاها من القذافي قضت باحتجاز الصدر ورفيقيه في زنازين الإستخبارات العسكرية الموجودة تحت الأرض".

ووصف المصدر العربي المعلومات التي كان يدلي بها السنوسي، نسيب القذافي، في "غاية الأهمية"، مشيراً إلى أن "السنوسي كان يدلي بجميع المعلومات التي كانت تشمل كل العمليات الإرهابية التي نفّذت في عهد القذافي، بما في ذلك تفجير طائرة "بان أميركان" فوق لوكربي في أواخر العام 1988".

لكنّ المصدر العربي نفسه لم يستطع إعطاء أي معلومات عما قاله السنوسي عن قضيتي "لوكربي" أو تفجير طائرة "يوتا" في عام 1989 فوق الصحراء الأفريقية، حيث أدين السنوسي في هذه القضية، وصدر عليه حكم في فرنسا بعد اتهامه بأنه وراء تفجير طائرة الركاب التي كان مفترضاً أن يكون فيها أحد زعماء المعارضة الليبية.وكانت شكّلت الحكومة اللبنانية بعد سقوط نظام الزعيم الليبي معمّر القذافي في آب/ أغسطس 2011، لجنة متابعة لقضية الصدر للتنسيق مع الحكومة الليبية الجديدة بهدف كشف ملابسات وخيوط هذه القضية اللغز إلا أن لا معلومات رسمية حتى اللحظة حول مصير الإمام موسى الصدر ورفيقيه.

اخترنا لك