الهجوم البري على غزة: فرصة للمقاومة وقلق إسرائيلي من الفشل
تتحدث صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن التباين والضبابية في قرار القيادة العسكرية للجيش اللإسرائيلي للهجوم البري المرتقب على غزة في حين يشير معهد ستراتفور الإستخباري الأميركي إلى المأزق الذي تعاني منه إسرائيل في حال فشلها نتيجة نقص معلوماتها الإستخباراتية.
مازال القرار الإسرائيلي بالنسبة للهجوم البري ضد غزة ضبابياً، ثمة من يعتبر
الحشود الإسرائيلية على حدود القطاع استعراضاً وحرباً نفسية، بينما يقول رأي آخر بأن
إسرائيل ستجد نفسها مضطرة للدخول براً بعد فشل الضربات الجوية في وقف صواريخ المقاومة... لكن الدخول في الهجوم البري سيكون مكلفاً لإسرائيل.وفي هذا الإطار تتحدث صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية عن إجماع بين ضباط هيئة الأركان
في الجيش الإسرائيلي على ضرورة تنفيذ عملية برية هدفها توجيه ضربة مدمرة وطويلة الأثر
لبنية الإرهاب، على حد تعبيرها. كما تتحدث الصحيفة نفسها عن "طلب قائد سلاح الجو
المزيد من الوقت لمواصلة الغارات الجوية قبل اللجوء إلى الحملة البرية".
لعل هذا التباين داخل الجيش الإسرائيلي هو أوضح ترجمة للضبابية التي تحيط بقرار الدخول في عملية برية لقطاع غزة.
كما أشار معهد "ستراتفور" الاستخباري الأميركي إلى "مأزق
استخباري تعاني منه إسرائيل تجاه غزة برز بشكل واضح، من خلال فشل الحملة العسكرية في
إيقاف قصف الصواريخ"، لافتاً أن "المقاومة زادت من الصواريخ كمّاً ونوعاً"، مضيفاً أن "مدى المأزق
نفسه ينسحب على الحملة البرية، إذ أن مدى تمددها في غزة مرتبط بكمية المعلومات الاستخبارية
في حوزة الجيش الإسرائيلي أي هجوم بري سيخدم فصائل المقاومة".
وبحسب معهد "ستراتفور" أيضاً فإنه "سيكون ممكناً لها تفعيل العمليات
الاستشهادية، وتجريب العبوات المجهزة ضد الدبابات، بالإضافة إلى ارتفاع احتمالات خطف
الجنود الإسرائيليين".
كما أشار معهد "ستراتفور" أن "التجارب البرية في السنوات الأخيرة
ليست مطمئنة للجيش الإسرائيلي لأن صور تدمير دبابات "الميركافا" من الجيل الرابع مازالت
حاضرة بقوة في الذهن الإسرائيلي، حيث استخدم "حزب الله" في حرب تموز/
يوليو 2006 صواريخ الكورنيت التي تمتلك المقاومة الفلسطينية منها - بحسب مصادر منها
- مخزوناً وفيراً يكفي لضرب أي هجوم بري إسرائيلي وإيقافه".