باكستان: أهالي الضحايا الـ81 يرفضون دفن موتاهم
باكستانيون يتظاهرون في مدن مختلفة من البلاد مطالبين بتوقيف منفذي الهجوم الذي نفذته مجموعة متطرفة السبت وأسفر عن مقتل 81 شخصاً في مدينة هزارة تاون، بعد نحو شهر من سلسلة اعتداءات أوقعت أكثر من 90 قتيلا.
تظاهر مواطنون في مدن مختلفة في باكستان الاحد للمطالبة بتوقيف منفذي الاعتداء الذي اوقع السبت 81 قتيلاً.
وكانت السلطات المحلية اعلنت ان قنبلة تحوي حوالي طن من المتفجرات موضوعة في شاحنة صهريج فجرت عن بعد مساء السبت في سوق محلية في مدينة هزارة تاون التي تقع في ضواحي كويتا عاصمة ولاية بلوشستان.
ووجه رئيس الحزب الديمقراطي الهزارة عزيز الله هزارة وهو تشكيل صغير يمثل اتنية الهزارة المتواجدة ايضا في ايران وافغانستان، اليوم الاحد انذاراً يمهل السلطات ثماني واربعين ساعة لشن عملية تستهدف المهاجمين والا سيدعو الى تعبئة كبيرة في الشارع.
والهجوم الذي اسفر عن سقوط 81 قتيلاً ونحو 180 جريحاً بحسب اخر حصيلة للشرطة المحلية، هو الثاني الاكثر دموية الذي استهدف شيعة في تاريخ باكستان التي تشهد تناميا للتطرف الديني واعمال العنف المذهبي.
وتأتي اعمال العنف الجديدة بعد نحو شهر من سلسلة اعتداءات أوقعت اكثر من 90 قتيلا في كويتا وتبنتها "عسكر جنقوي" وهي جماعة تأسست في منتصف تسعينات القرن الماضي وتكثف هجماتها على نحو طائفي.
وبعد هذا الاعتداء غير المسبوق في تاريخ البلاد رفض أهالي الضحايا دفن اقربائهم في بادرة تكتسي رمزية عالية في العالم الاسلامي حيث يفترض دفن الموتى في اليوم نفسه او في اليوم التالي على ابعد تقدير.
وجرت تظاهرات دعم لضحايا اعتداء كويتا في مدينة كراتشي ولاهور ثاني مدن البلاد، وكذلك في مظفر اباد عاصمة القسم الخاضع لادارة باكستان في كشمير، حيث هتف نحو الفي مواطن بشعارات مناهضة للحكومة وطالبوا بتوقيف منفذي الهجوم كما افاد مراسلون لوكالة فرانس برس.
وكان رئيس الوزراء الباكستاني رضا برويز اشرف دعا قوات الامن الى توقيف منفذي هذه الهجمات واحالتهم الى القضاء. لكن هذا الطلب استقبل بالتشكيك ممن يأخذون على الحكومة عجزها وحتى افتقارها الى الارادة للتصدي الى عسكر جنقوي.
وكان قد اطلق سراح قائد العمليات في هذه الحركة مالك اسحق في تموز/يوليو 2011 بعد ان امضى 14 عاماً في السجن. وعبر حاكم بلوشستان ذوالفقار مقصي عن اسفه قائلا إن "تكرار هذه الهجمات يدل على فشل اجهزة استخباراتنا. ان مؤسساتنا والشرطة والقوات شبه العسكرية واخرون ايضا يخافون او ليس لديهم القدرة على اتخاذ تدابير" بحق مرتكبي اعمال العنف هذه.
وقد نكست الاعلام الباكستانية الاحد واغلقت اسواق عديدة في كويتا حيث عثر العديد من الاشخاص على اشلاء بشرية واجزاء من جسم بشري بين الانقاض كما افاد مصور لوكالة فرانس برس.