نفط سوريا يدخل في نزاع الفصائل المسلحة لتأمين مصادر تمويلها عبر تهريبه إلى تركيا مما أدى إلى انخفاض الانتاج الحكومي. في ظل هذا الواقع تحاول الحكومة السورية تأمين بدائل من بينها استيراد النفط من الدول الصديقة.
الكاتب: تقرير ديمة ناصيف
المصدر: الميادين
8 تموز 2014
انتاج نفط سوريا ينخفض من 380 برميل إلى عشرة آلاف
دخل النفط السوري الحرب مبكراً باقتتال الفصائل المسلحة
وتنازعها على آباره، لتأمين مصادر تمويل بتهريبه إلى تركيا من جهة ولاستخدامه
بتكريره بطرق بدائية تسببت بكوارث بيئية ما أنتج أزمة في قطاع النفط خفضت الانتاج الحكومي
السوري من 380 برميل إلى عشرة آلاف، فما هي البدائل والحلول التي أوجدتها الحكومة
السورية لتعويض خسارة هذا القطاع؟
حقل العمر النفطي غنيمة حرب في يد دولة البغدادي، تداولته
النصرة، والجبهة الاسلامية، ليمول بيعتها مع العشائر، قبل ان يغلب البغدادي،
الجولاني في معقله في ريف دير الزور، ويوحد تحت رايته العشائر والنفط
السوري في بيعة واحدة.
حقل التنك في بادية الشعيطات بريف دير الزور، تقاسمته العشائر
ومسلحوها بمقدار ما لايقل عن ستين ألف برميل يومياً. النفط يغلى ويحرق
لتكريره. الطرق البدائية فرضت نفسها بعد تخريب المنشآت، وفرار المهندسين،
وتلويث بادية دير الزور، ببرك النفط السام.
وفي
هذا الإطار، قال وزير النفط السوري سليمان العباس "بحثنا عن البدائل من خلال استيراد
النفط من الدول الصديقة، ويجري هذا الأمر بشكل منتظم لتأمين الكميات منه ويتم
تكريره في مصفاة بانياس لتلبية احتياجات المواطنين والجهات العامة في البلاد".
السوق التركية مقصد النفط السوري المنهوب، وكل الطرق إلى
معبر تل أبيض، تسيطر عليها الدولة الاسلامية. منشآت للتكرير بدائية ومتقدمة،
تستقبله قبل عبوره إلى تركيا.
وعن كيفية سرقة النفط قال وزير النفط السوري إن "المسلحين
يقومون باستثمار النفط من الآبار الذاتية الانتاج ويقومون بنقله عبر الصهاريج
الصغيرة ليجمعونها في خزانات ثم ينقلونها عبر الصهاريج الكبيرة إلى خارج البلاد في
تركيا والعراق ليباع هناك"، مضيفاً أن "الجزء اللآخر منه يكرر محلياً في
وسائط بدائية".
الحرب من أجل النفط بين داعش والنصرة تدار
وفق خريطة النفط لتمويل الغزوات. مركدة بريف الحسكة سيطر
عليها داعش وانتزع حقلي تل حميس والشدادي من الأكراد. داعش قاتلت من أجل حقول
البصيرة في دير الزور وحقول كونيكو في سخام، وانتصر على خصومه.
سيطرة المسلحين على طرق نقل نفط الحسكة والمالكية في
الشمال حرمت سوريا من 180 برميل كانت تنتجه حتى العام 2013، لتستعيض عنها
بالخطوط الائتمانية الايرانية.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.
سياسية الخصوصية