ماذا بعد فك التحالف "المصلحة" بين ليبرمان ونتنياهو؟

وزير الخارجية الإسرائيلي يعلن فك التحالف بين حزبي "إسرائيل بيتنا" والليكود الذي يتزعمه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. ويقول إن الخلافات مع نتنياهو تحولت لتصبح "جوهرية وأساسية"، الأمر الذي يجعل الاستمرار بالتحالف مستحيلاً.

المصالح السياسية للرجلين فرضت التحالف بينهما
الخلافات "الجوهرية" التي تحدث عنها ليبرمان لا يمكن أن تكون إيديولوجية. ذلك أن التحالف قام أساساً لأهداف حزبية وسياسية داخلية. فما من إيديولوجية يمكن أن تجمع بين نتنياهو وليبرمان. الإثنان على طرفي نقيض. جمعتهما "المصلحة العامة" لإسرائيل، فضلاً عن تنامي سطوة جناح يميني متطرف داخل حزب الليكود دفع بـــ "ملك إسرائيل" نتنياهو إلى هكذا تحالف. "المصلحة هي الأساس الأول والأخير في قيام التحالف بين الرجلين"، يرى الخبير في الشؤون الإسرائيلية توفيق أبو شومر.

يقول أبو شومر إن حزب الليكود حزب تقليدي وسياسته المركزية عنصرية ولم يقبل "اسرائيل بيتنا" إلا بعد ان أحس بالضائقة. هذا التحالف "لجأ إليه نتنياهو للخروج من أزمته الحزبية، ولكن مع مرور الزمن يعود الانفصال وتغلب المصالح الشخصية على ما عداها".

ولهذا السبب فإن الإتحاد بين الحزبين كان تكتيكاً سياسياً وليس تحالفاً ايديولوجياً، غايته الحصول على السلطة، وهي "القضية المركزية بالنسبة للأحزاب". لكن الوصول إلى السلطة لم يكن يعني أن الخلافات لن تبدأ بالظهور، فــــ "خرج الخلاف بين الحزبين في صور عديدة ولو ليس بالشكل الكبير حتى مع محاكمة ليبرمان بتهم الفساد".

هذه التهمة أعقبها ما يشبه الصفقة بين ليبرمان ونتنياهو لتبرئة الأول من التهم الموجهة إليه والإبقاء على منصبه محفوظاً. فعل نتنياهو المستحيل من أجل تبرئة ليبرمان بالرغم من أن كل الأدلة تشير إلى تورط الأخير في قضايا فساد. ظن البعض بأن ليبرمان أصبح من بعدها طوع إصبع نتنياهو، لكن الأمر لم يستمر على هذا النحو، إذ شرع ليبرمان بدخول حلبة المنافسة من باب "من هو الأكثر تطرفاً" وفق أبو شومر.

الانشقاق الحكومي أمر وارد

لا يستغرب أبو شومر أن ينسحب الخلاف من فك تحالف إلى مأزق حكومي. ويرى أن الخطر ليس من جانب ليبرمان، بل في ما قد يقدم عليه يائير ليبيد رئيس حزب "البيت اليهودي"، من انسحاب يجرّ معه وزراء الحزب وآخرين من أحزاب أخرى على الأطراف. لكنه يستبعد أن يحصل انشقاق حكومي في الوقت الحالي "في ظل وجود أخطار تحدق بإسرائيل مثل غزة ويتوقع أن يستعيد الإسرئيليون وحدتهم بسهولة. إسرائيل لا ينظم وحدتها إلا الخطر".

ويعتبر الخبير في الشؤون الإسرائيلية أن فك التحالف قد يضعف الهيكلية الحكومية الإسرائيلية، وسيتفاقم الخلاف بين موشيه يعالون - ظهير نتنياهو-  وليبرمان حول التدخل العسكري في غزة واحتلالها. حيث إن "يعالون لا يريد هذه العملية لأنها ستؤثر على فلسطينيي 48 والإنتفاضة، في حين ليبرمان لا يرى مستقبلاً للتفاوض مع الفلسطينيين". ولذلك فإن خروج ليبرمان من الحكومة سيضعها أمام السيناريو القديم وهو "الجلوس حول طاولة المفاوضات مع السلطة الفلسطينية من دون مفاوضات من أجل النجاة من انتفاضة ثالثة خطيرة".

تداعيات فك التحالف بين ليبرمان ونتنياهو على السياسة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين سيكون على عاتق نتنياهو، ومنها "إبتداع خطط للتعامل مع حزب "شاس" لينجو بتمضية المدة الباقية له في الحكومة، التي عليها أن تتعامل مع ملفين خطيرين اليوم هما ملفا فلسطينيي 48 والقدس".

يجزم أبو شومر أن "لا أحد يعرف كيف يمكن لنتنياهو أن يواجه الواقع الجديد. هذا الرجل المسمى بملك اسرائيل يلعب بالبيضة والحجر. الساحة الإنتخابية الإسرائيلية عبارة عن لعبة مثل العاب السحرة ولا تعرف ماذا يجري بين ليلة وأخرى".

وفي سياق متصل، لا يرى أبو شومر في ظل الظرف الراهن أن "الطاولة ستقلب في وجه الأحزاب"، وعليه يستبعد الشروع في إنتخابات برلمانية مبكرة. "لن يكون هناك مواجهة أو خلطة إنتخابية قريبة. نتنياهو عنده بعض الأوراق يهدد باستخدامها. مثل اللعب مع "شاس" وجذب "حزب العمل". ألف بيضة في جيب نتنياهو". 

ليبرمان قال إنه لا بديل عن الائتلاف الحكومي

اخترنا لك