الموقفان التركي والأميركي من العراق: أين يلتقيان وأين يختلفان؟

رئيس الحكومة التركية يشدد في اتصال هاتفي مع نائب الرئيس الأميركي جو بايدن على ضرورة تحقيق بداية سياسية سريعة في العراق، وبايدن يؤكد على أهمية التأليف السريع لحكومة جديدة تقضي على شق الصف.

تريد واشنطن إنقاذ تجربة تعميم الديمقراطية في العراق
حين زار رئيس الحكومة التركي واشنطن واجه اتهاماً أميركياً مباشراً بدعم المنظمات المتطرفة في سوريا، وفق الكاتب الأميركي سايمور هيرش. كان باراك أوباما حينها يراجع ملف التطرف بعد اغتيال السفير الأميركي في بنغازي.

إستمر الخلاف بين الطرفين مع توسع سيطرة تنظيم "داعش" على مزيد من المدن العراقية. إستعرضت أميركا مروحة خيارات لوقف تقدم "داعش" من بينها استخدام الطائرات بلا طيار. عارض رجب طيب إردوغان ذلك خشية أن يؤدي إلى سقوط أعداد كبيرة من القتلى المدنيين وفق تعبيره.

تريد واشنطن إنقاذ تجربة تعميم الديمقراطية في العراق. يكرر المسؤولون الأميركيون الدعوة للحفاظ على وحدة بلاد الرافدين. أما على الضفة التركية فتحول جذري في النظرة إلى الوحدة العراقية، ولاسيما في الشق الكردي منها. رفعت تركيا الحرم التاريخي على ما يبدو عن انفصال الكرد. علاقات اقتصادية ذهبية تنسج بين أنقرة وأربيل عمادها النفط وعمولة تصديره. وكذلك تراهن تركيا على دور محوري لرئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني في المصالحة مع الكرد. برز ذلك ربما في الاستقبال التاريخي للبارزاني في ديار بكر العام الماضي.

بيد أن التباينات الأميركية التركية إلتقت عند تحميل رئيس الحكومة العراقي مسؤولية الأزمة الأخيرة. صعّدت أنقرة من خلافها مع نوري المالكي حين اتهمته بتهميش فئة من شعبه، وانتقدت قرار تجنيد المتطوعين. الكلام نفسه صرح به وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي قال إن الولايات المتحدة تريد أن يجد العراقيون قيادة لا تقصي أحداً.

وإن كانت أميركا تخشى على مصالحها من تمدد التطرف، فإن وجود قواعد المتطرفين عند الحدود مع تركيا يشكل خطراً داهماً على الأمن التركي قد تكون أنقرة تغاضت عنه في سبيل هزيمة خصومها.

اخترنا لك