هل يفككّ قرار إسكتلندا المملكة المتحدة؟
المملكة المتحدة أمام امتحان صعب، فالحكومة الأسكتلندية تعتزم إجراء إستفتاء للإستقلال عنها، وهي التي تضم إليها بريطانيا وويلز وايرلندا الشمالية، حيث قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون للصحافة "بريطانيا تعمل بشكل جيّد.لماذا تفكيكها"؟
صعّدت الحكومة البريطانية حملتها لمنع اسكتلندا من الإنسحاب من المملكة المتحدة ونشرت رأياً قانونياً يشير إلى انها ستفقد عضويتها في المؤسسات الدولية مثل اإاتحاد الاوروبي إذا اختارت الإستقلال.
ويعتزم الحزب الوطني الأسكتلندي المطالب بالإستقلال والذي يدير الحكومة الاسكتلندية إجراء إستفتاء على هذه القضية الحساسة سياسياً العام المقبل وقللّ من أهمية تأثير التصويت بالموافقة على منح اسكتلندا وضعا دولياً.
ولكن الرأي القانوني الذي ورد في 57 صفحة والذي أعدّه للحكومة البريطانية إثنان من كبار الخبراء المستقلين في القانون الدولي قال إن تأثير ذلك سيكون بعيد الأثر.
وقال إنّ اسكتلندا ستعتبر من الناحية القانونية"دولة جديدة" وهو سيناريو سيجبرها على أنّ تتقّدم بطلبات جديدة للإنضمام للهيئات الدولية مثل الإتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وحلف شمال الاطلسي.
وقالت الحكومة"اذا اصبحت اسكتلندا مستقلة فان (المتبقي) فقط من المملكة المتحدة سيواصل تلقائيا ممارسة نفس الحقوق والإلتزامات والسلطات بموجب القانون الدولي مثلما تفعل المملكة المتحدة حالياً ولن تضطر لإعادة التفاوض بشأن المعاهدات القائمة او التقدّم بطلبات جديدة للانضمام للمنظمات الدولية."
ويعكس القرار غير المعتاد للحكومة البريطانية بنشر مثل هذا الرأي قلقها من إحتمال ان تصوّت إسكتلندا لصالح الإستقلال مما يؤدي الى تفكّك المملكة المتحدة التي تضم انجلترا واسكتلندا وويلز وايرلندا الشمالية.
وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قد اعترف أنّ اسكتلندا لديها ما يؤهلها لان تصبح دولة مستقلة ولكنه قال انها تتمتع حاليا كجزء من المملكة المتحدة "بافضل مافي الوضعين. "
وحثّ كاميرون اسكتلندا على عدم تمزيق اتحاد مع انجلترا يعود تاريخه لاكثر من 300 عام مصعّداً حملة حكومته للحفاظ على وحدة بريطانيا قبل إستفتاء على الإستقلال في اسكتلندا العام المقبل.
وكتب كاميرون في مقال نشر في الصحف الأسكتلندية" الأمر ببساطة.بريطانيا تعمل بشكل جيد.لماذا تفكيكها؟.
ويعد المستقبل السياسي لكاميرون وميراثه التاريخه على المحكّ . وقد تعهّد بالمنافسة في الانتخابات العامة المقبلة في بريطانيا في 2015 كما أن حزب المحافظين الذي ينتمي له لن يغفر له أبدا ترأسه أي عملية انهيار للمملكة المتحدة التي تضم انجلترا واسكتلندا وويلز وايرلندا الشمالية.
وتشنّ الاحزاب الرئيسية في لندن حملة مشتركة ضد الاستقلال مدركة أن الحزب الوطني الاسكتلندي بزعامة اليكس سالموند لن يألو جهدا من أجل الفوز في تصويت على سياسته المطالبة بالإنفصال.