رصاصات بلعيد تدخل تونس في "العناية"

الغضب العارم الذي اجتاح تونس عقب اغتيال المعارض البارز شكري بلعيد ما زال مستمراً، والمواجهات تتجدد بين الشرطة ومتظاهرين غداة حرق مقار لحزب النهضة الذي رفض مقترحِ رئيسِ الحكومةِ حمادي الجبالي بتأليفِ حكومة تكنوقراط.

آلاف الشبان نزلوا إلى شوارع تونس تعبيراً عن غضبهم بعد الاغتيال

أدخلَ اغتيال ُ المعارضِ التونسي البارزِ شكري بلعيد، تونِس، في خضم ِتوترٍ لم تشهدُه من قبل، خصوصاً بعد الغضبِ العارمِ الذي اجتاح َ البلاد والتظاهراتِ التي خرجتْ منددةً بما حصلَ، فضلاً عن دعوة المركزية النقابية في تونس الى اضراب عام الجمعة.وفي مؤشر مرتبط بالوضع الامني في تونس اعلنت السفارة الفرنسية في تونس اليوم اغلاق مدارسها في كافة انحاء البلاد يومي الجمعة والسبت المقبلين.

وأفيد عن تجدد المواجهات العنيفةُ بين الشرطةِ التونسية ومئاتِ المتظاهرين في قفصة جنوبَ البلاد، أما مراسل الميادين فقال إن قوات الامن استخدمت الغازات المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين.وتأتي هذه المواجهات غداة إحراق مقر لحركةِ النهضةِ في محافظةِ صفاقِس بُعيدَ منتصفِ الليل، واقتحامِ مقار للحركةِ قبلَ ذلكَ بساعات، كذلك أُحرق مركز امني في بوسالم شَمالَ غربِ البلاد.

على الصعيد السياسي، كان بارزا الموقفُ الذي اعلنتْه حركةُ النهضةِ من رفضٍ لمقترحِ رئيسِ الحكومةِ حمادي الجبالي بتأليفِ حكومة تكنوقراط.

رفضُ النهضة قابلَه ترحيبٌ بموقفِ الجبالي من قبل الحزبِ الجمهوري الذي اعلن دعمـــَه الاقتراحَ ودعا الجبالي الى الاستقالـــةِ من موقعِه كأمينٍ عامٍ لحزبِ النهضةِ باعتباره سيترأسُ الحكومةَ المقبلة.اما رئيس ُ حركةِ نداءِ تونِس الباجي قايد السبسي فدعا الى حلِّ المجلسِ الوطنيِّ التأسيسيّ ورحيلِ الحكومةِ. موقفٌ تماهى مع اعلانِ الجبهةِ الشعبيةِ الانسحابَ منَ "المجلس التأسيسي"، داعية الى الاضرابِ العام اليوم حداداً على بلعيد. كذلك تقـــرر تنكيس العلم ِالوطني لثلاثةِ أيام ابتداءً من صباح اليوم في كل المقار الرسمية حداداً على بلعيد.

وفي اطارِ الجو المتوترِ الذي اعقبَ اغتيالَ بلعيد اعلنتْ موظفةٌ في الاتحادِ العامِ التونسي للشغلِ انها تلقتِ اليوم تهديدا باغتيالِ الامين العام للاتحاد حسين العباسي. 

وفي المواقفِ المستنكرةِ اغتيالَ بلعيد، دانَ حزبُ المصريين الأحرار الجريمةَ مؤكدا ان القتلةَ سيدفعونَ الثمن وان ثورةَ الشعبين المصري والتونسي مستمرة.

كما دان الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي اغتيال المعارض التونسي معتبراً انه "تحد خطير لمسار التغيير الديموقراطي في تونس وعدد من الدول العربية".وقال العربي في بيان انه "يتضامن مع الشعب التونسي فى هذا المصاب الأليم الذى يشكل تحديا لمسار عملية التغيير الديمقراطي الذي تشهده تونس وعدد من الدول العربية". واكد على "ضرورة الكشف عن مرتكبي هذه الجريمة الارهابية النكراء وتقديمهم للعدالة". 

أما في المواقفِ الدولية فقد نددَ الرئيسُ الفرنسيّ فرنسوا هولاند بعمليةِ الاغتيال وعبّرَ عن قلقِ باريس من تصاعدِ العنفِ السياسيِ في تونِس.بدورِها وصفت ألمانيا الاغتيالَ بالفظيع ودعتِ التونِسيينَ الى حمايةِ إرثِ الثورةِ السلميّ، فيما دانتِ السِفارةُ الاميركيةُ في تونِس العملية، واصفةً الاغتيالَ بالفعلِ الشنيعِ والجبان، وأشارت الى أن العنفَ السياسيَّ لا مكانَ لهُ في مرحلةِ الانتقالِ الديموقراطيّ التي تمرُّ بها تونِس.

تقرير حول التطورات الميدانية والسياسية إثر اغتيال بلعيد.

اخترنا لك