بلغاريا تتهم "حزب الله" بتفجير بورغاس
بلغاريا تتهم "حزب الله" بالوقوف وراء إعتداء بورغاس في تموز/ يوليو الماضي. إسرائيل ترحب وواشنطن تدعو الإتحاد الأوروي لوضعه على لائحة الإرهاب.
يبدو أن الضغوط الأميركية والإسرائيلية على بلغاريا قد أثمرت، بحسب ما كانت تروِّج له وسائل الإعلام الإسرائيلية، وهو لتوريط "حزب الله" اللبناني في الهجوم على أحد الباصات في بلغاريا، حيث سارع على الفور البيت الأبيض إلى دعوة الأوروبيين لاتخاذ موقف حيال "حزب الله"، في إشارة إلى إدراجه على "لائحة الإرهاب" ولاسيما أن للأوروبيين حسابات خاصة بهذا الشأن. فمعظم الدول الأوروبية على إتصالات مع الحزب، خصوصاً بعدما تزايدت أعداد قوات الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان "اليونيفل" وفي مقدمتهم فرنسا وايطاليا واسبانيا.
الإتهام البلغاري يأتي بعد نحو أسبوع على الهجوم على موقع علمي تابع للجيش السوري، فيما دأبت الصحف الإسرائيلية والأميركية على الترويج بأن "الهجوم استهدف قافلة كانت تنقل أسلحة لحزب الله"، لكن الأخير كان رفض بالمطلق أيّ اتهام له بهذه القضية، عندما حاولت إسرائيل تسويق ذلك، بعد حصول التفجير في بورغاس البلغارية في تموز/ يوليو الماضي، والذي أدى إلى مقتل خمسة سياح إسرائيليين، ومواطن بلغاري، والانتحاري منفذ الإعتداء، ما دفع الولايات المتحدة واسرائيل إلى مطالبة أوروبا بالتحرك ضد "حزب الله".
وتعليقاً على هذا الإتهام، قال رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي في بيان إن "لبنان يجدد إدانته ورفضه لأي عمل أو إعتداء يستهدف أي دولة عربية أو أجنبية"، مؤكداً بأن "لبنان يثق بأن السلطات المختصة في بلغاريا ستقيم جدياً ما قد تخلص إليه التحقيقات من نتائج"، ومشيراً إلى إستعداد لبنان ايضاً للتعاون مع الدولة البلغارية لجلاء ملابسات هذا الأمر إحقاقا للحق وصوناً للعدالة".
وقال وزير الداخلية البلغاري تسفيتان تسيفانتوف "لدينا معلومات عن تمويلات وعن إنتماء شخصين لـ"حزب الله" أحدهما منفذ الهجوم" مشيراً إلى أنه "تمّ التعرف على هويتهما"، موضحاً أنه "كان بحوزتهما جوازات سفر كندية واسترالية وعاشا في لبنان بين 2006 و2010".
أما وزير الخارجية البلغاري نيكولاي ملادينوف فقال إن بلغاريا "سترفع نتائج التحقيق إلى شركائها الأوروبيين، وستناقش معهم الإجراءات الكفيلة بتجنب هجمات إرهابية مماثلة في المستقبل".
من جهته طلب المستشار الخاص للرئيس الأميركي باراك أوباما لشؤون مكافحة الإرهاب جون برينان، والمرجح المصادقة على ترشيحه من قبل الكونغرس لمنصب مدير لوكالة الإستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، طلب من الدول الأوروبية اتخاذ "إجراءات وقائية" لكشف البنى التحتية لحزب الله وشبكاته العملانية والمالية، مؤكداً أن هذا الهجوم يثبت أن "حزب الله يشكل خطراً متفاقماً لا على أوروبا فحسب، بل على العالم بأجمعه أيضاً" على حد تعبيره.
وفي موقف مؤيد للدعوة الأميركية، دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الإتحاد الأوروبي إلى "إستخلاص النتائج بشأن الوجه الحقيقي لحزب الله"، وقال في بيان وزعه مكتبه إن "الهجوم في بورغاس كان هجوماً على تراب أوروبي ضد دولة عضو في الإتحاد الأوروبي".