في المغرب العربي.. خوف من "داعش" أيضاًَ
مع استمرار التوتر في العراق وسوريا وسيطرة تنظيم داعش على العديد من المناطق في البلدين، تتزايد المخاوف في الدول المغاربية من وجود ارتباط تنظيمي بين الجماعات المتشددة في شمال افريقيا وداعش.
التقارير الأمنية تتحدث عن قياداتٍ تونسيةٍ في هذا التنظيم تقود المعارك في سوريا والعراق، وخلايا في المنطقة المغاربية، وإن لم تعلن ولاءها له، فهي لا تخفي مشاركته في الفكر والمشروع. فيصل الشريف خبير استراتيجي في الشؤون الأمنية والعسكرية يقول "محاولة زعزعة الاستقرار وإعادة نفس المشروع الذي ذهبوا إليه هناك، ربما لتكريسه في هذه البلدان سواء كانت تونس ليبيا أو غيرها، فبالتالي هذه المجموعات هي مجموعات خطيرة جداً وعندما تعود ربما تقوض الأمن القومي لهذه البلدان". الإنفلات الأمني في ليبيا وفي بعض دول الساحل، مثل مالي، يعزز مخاوف دول الجوار لكونه يفسح المجال واسعًا، أمام هذه الجماعات للتحرك والتدرب والتسلح والتنسيق والتنفيذ. اللقاءات الثنائية التونسية الجزائرية والتونسية المغربية، يحتل فيها الأمن حيزاً واسعاً ومهماً، وفي هذا الإطار جاءت الزيارة الخارجية الأولى للرئيس المصري التي كانت وجهتها الجزائر، وكان محورها الرئيس الوضع في ليبيا وأمن المنطقة وضرورة التعاون وتنسيق المواقف. مساوي العجلاوي أستاذ في جامعة الرباط باحث في الجماعات الجهادية يقول "المطلوب هنا هو مقاربات سياسية واجتماعية طويلة المدى وهذا العمل يتطلب في نفس الوقت تعضيد سلطات الدولة والخروج من مرحلة الفوضى إلى مرحلة البناء ودولة المؤسسات ثم أيضاً إلى مقاربات مشتركة بين جميع الدول، العالم العربي الآن يعيش منعرجاً خطيراً". مواجهة الجماعات التكفيرية ومشروعها في زرع الفوضى لادارة التوحش، يجب التصدي له، بحسب مراقبين، بمقارباتٍ متعددة ومتكاملة منها الأمني والاجتماعي والثقافي والتنموي، وهو هدفٌ يحتاج إلى تنسيقٍ عربي وإقليمي ودولي.