المحترفون اللبنانيون.. تألق وإبداع!

طيور لبنان المهاجرة تضيء سماء القارة الصفراء، والعين على القارة العجوز.

قائد الأهلي يوسف محمد "دودو" يحتفل بهدفه القاتل بمرمى الجزيرة

فُتح باب الإحتراف على مصراعيه أمام اللاعبين اللبنانيين للخروج من قمقم الدوري المحلي الضعيف فنياً ومادياً وجماهيرياً وإعلانياً، فبدأوا بمغادرة أرض الوطن تدريجياً للإلتحاق بركب من سبقوهم في عالم الإحتراف، لاسيما قائد منتخب لبنان رضا عنتر ووزير الدفاع يوسف محمد "دودو"، فكرت السبحة خصوصاً بعد نتائج منتخب لبنان اللافتة في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم، وأصبح االلاعب اللبناني "المطلوب رقم واحد" في دول شرق آسيا والخليج العربي، تحديداً الإمارات.

الأسبوع الماضي شهد تألقاً لافتاً لأغلب محترفي أبناء الأرز، فمنهم من قاد فريقه للنصر، ومنهم من أنقذ ناديه من تذوق مرارة الهزيمة، وآخرون أبرزوا مواهبهم رغم الخسارة.

البداية من الإمارات العربية المتحدة حيث يحترف الثنائي حسن معتوق ويوسف محمد، مع الشعب والأهلي على التوالي، وانضم إليهما في الساعات القليلة الماضية قلب الدفاع اللبناني بلال النجارين قادماً من بلاد الهند، حيث كان محترفاً في صفوف تشرشل برازرذ إلى جانب زميله أكرم مغربي، والآن سيدافع عن ألوان دبا الفجيرة.

حسن معتوق أو "ميسي العرب" كما تلقبه الجماهير اللبنانية، والذي لطالما أبدع وأمتع الجماهير الإماراتية بأهدافه وفنياته العالية، لم يستطع إبعاد شبح الخسارة عن "الشعب" الذي تذوق مرارة الهزيمة أمام "دبي" بهدف يتيم. لكن في المقابل أكّد "دودو" أن ارتداءه شارة القيادة في نادي كولن الألماني، وعلى حساب طفل المدينة المدلل لوكاس بودولسكي، لم يكن وليد الصدفة أوضربة حظ، فنجح إبن "الصفاء" في تحمل مسؤولياته كقائد للأهلي في مواجهة الجزيرة وأنقذ فريقه من خسارة مؤكدة بتسجيله هدف التعادل القاتل في الدقيقة 94 من عمر المباراة، بضربة رأسية تُعرف بـ"السمكة" على طريقة الهدّاف الألماني الشهير يورغن كلينسمان.

نبقى في العالم العربي وننتقل إلى الأردن حيث يلمع مخضرم لبناني اسمه محمد قصاص، فالقصاص أو "سندباد الكرة اللبنانية" لطالما صال وجال في العديد من الأندية المحلية والعربية، حتى وصل به بساطه السحري إلى الرمثا في الموسم الماضي، حيث قاد النادي الطموح لوصافة الدوري خلف الزعيم الفيصلي، ليغادر النجم اللبناني الأردن عائداً إلى أرض الوطن.

ومع بداية الموسم الجديد ظهر الفراغ الذي تركه النجم "الأصلع" على الفريق الأردني، الذي تراجعت نتائجه بشكل مخيف، ما اضطر إدارة النادي الإستعانة بلاعب "النجمة" السابق مجدداً ليُخرج الفريق من دوامة الهزائم، فلبّى القصاص النداء وسجل أربعة أهداف في ثلاث مباريات خاضها مع الرمثا حتى الآن، آخرها هدف التعادل أمام الجزيرة الأسبوع الماضي.

محترفو شرق آسيا الأكثر فعّالية

بعيداً عن الدول العربية، تحول المهاجم اللبناني محمد غدار إلى معشوق الجماهير في ماليزيا وتحديداً مع نادي كيلنتان حيث قاده لإحراز الدوري والكأس المحلية وتصدر لائحة الهدّافين. لاعب الأهلي المصري السابق قرر هذا الموسم خوض غمار تجربة جديدة مع نادي فيلدا الماليزي، واستمر "ماكينة الأهداف" بالتسجبل، وآخر أهدافه هزّت شباك نادي "صباح" في كأس الإتحاد الماليزي، لكن فيلدا ودّع البطولة بخسارته 2-1.

وغدار ليس المحترف الوحيد في ماليزيا بل يجواره مواطنه رامز ديوب، حيث يدافع اللاعب الدولي عن ألوان فريق سيلانغور.

وبالقرب من ماليزيا يحترف الهدّاف الدولي اللبناني محمود العلي وزميله "الطرابلسي" مصطفى القصعة في نادي بيرسيبا باليكبابان الإندونيسي.

فعند وصوله إلى إندونيسيا قدّم العلي، مهاجم العهد السابق، أوراق اعتماده من المباراة الأولى بتسجيله هدفاً رائعاً بتسديدة ساقطة من خارج منطقة الجزاء، وفور انتقال القصعة لمجاورة العلي في هجوم بيرسيبا، قادماً من نادي الإجتماعي، كشف مصطفى عن موهبته التهديفية ودوّن أول أهدافه في سجل الدوري الأندونيسي بعد تمريرة العلي الأسبوع الماضي، في المباراة التي فاز بها بيرسيبا باليكبابان على أريما1-0.

إذاً الخلاصة واضحة، اللاعبون اللبنانيون يحتاجون إلى فرصة، فرصة واحدة تكفيهم لإثبات ذاتهم وإبراز مواهبهم، والإحتراف في شرق آسيا والدول العربية قد يكون بوابة للعبور إلى أوروبا حيث الشهرة والنجومية والإحتراف الحقيقي.

أوروبا حيث يحترف عدنان حيدر في النرويج وعباس حسن في السويد ونادر مطر في أكاديمية كانيلاس الاسبانية قبل الإنتقال إلى أفريقيا ومؤخراً إنتقال الشاب محمد قدوح مهاجم شباب نادي النجمة إلى ليتوانيا.

وأوروبا التي عرفت لبنان عن طريق "الأرزة" رضا عنتر الذي بدأ مسيرته الإحترافية في نادي هامبورغ العريق مروراً بفرايبورغ وكولن والآن في الصين مع شاندونغ لينونغ.

رضا عنتر يرفع العلم اللبناني في كولن بعد قيادته النادي للصعود إلى دوري الأضواء