نصرالله: الصراع في المنطقة سياسي وليس مذهبياً

الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله يؤكد في ذكرى المولد النبوي الشريف أن الصراع في المنطقة سياسي وليس مذهبياً، ويقول إن الرهان على سقوط دمشق خاسر.

قال أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله خلال الاحتفال الذي اقامه حزب الله بمناسبة ولادة رسول الله محمد (ص) واسبوع الوحدة الاسلامية في مجمع سيد الشهداء (ع) في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، إن "هناك امورا تنسب الى رسول الله ظلما وعدوانا ويجب ان توضح هذه الامور ويجب ان يتم تعريف العالم بهذه الشخصية الاستثنائية"، واضاف "نحن لا نمانع ان يناقشنا احد في عقيدتنا وفي ديننا وليس لدينا مشكلة في ذلك ولكن الاساءة والشتيمة لا يقبلها احد من اي دين بالتأكيد يجب ان نعبر عن غضبنا".

وشدد  نصرالله على ضرورة ان تتحمل الامة الاسلامية مسؤوليتها بالعمل الايجابي وتعريف العالم كله بالرسول الاعظم محمد بن عبد الله (ص) وسيرته وميزاته ودينه ودعوته وكلامته. ولفت الى ان "هناك حملة مدروسة ومشبوهة للاساءة لهذا الانسان العظيم والطعن في دينه ودعوته وهذا من اهم التحديات التي تواجه الامة الاسلامية"

وحول خلفيات الاساءة الى الرسول، اكد السيد نصر الله ان "ما حصل في الاساءة للرسول (ص) تقف وراءه جهات تريد ايقاع الفتنة بين المسلمين والمسيحيين وبين المسلمين انفسهم". ولفت الى ان "من التحديات الكبرى في المشهد العام عندما ننظر الى منطقتنا نجد ارتفاع وتيرة الصدامات والانقسامات في كثير من دول العالمين العربي والاسلامي"، واضاف ان "هذا الامر قائم سواء على المستوى الطائفي بين المسلمين والمسيحيين او يمكن ان يأخذ بعدا مذهبيا كشيعة وسنّة"، واوضح ان "طبيعة الصراعات القائمة الآن تتجاوز العنوان الطائفي او المذهبي فالتحديات القائمة الآن في المنطقة لا يمكن اختصارها بمشكلة طائفية او مذهبية".

وطالب السيد نصر الله أن "تبقى النظرة الى اي نزاع سياسية لا دينية ويجب ان نتجنب التعبئة المذهبية والدينية ويجب ان نكون حذرين فالبعض قد يستطيعون اخراج المارد من القمقم ولكن لا يستطيعون اعادته اليه لذلك يجب حصر المشكلة في حدودها واي مشكلة في بلد معين نحصرها هناك ولا نربط الامور بعضها ببعض"، وشدد على "ضرورة الالتزام بالحوار وسعة الصدر لانه افضل من المسارعة الى الصدام وحتى حيث يكون هناك صداما يجب العودة الى الحوار والحل"، موضحا ان "الحوار هو ما ندعو اليه في كل الساحات من سورية الى اليمن وتونس وليبيا ومصر والعراق ولبنان حتى لا يذهب احدنا الى الصدام فالحوار افضل من الذهاب الى الصدام الذي ندمر فيه شعوبنا وبلادنا واسرائيل واميركا تتفرجان"، واعتبر انه "لا يمكن لاحد ان يدمر بلده لأجل حقوق او اصلاحات لانه يجب ان تبقى دولة لنطالبها بحقوق واصلاحات وهذا لا يمكن ان يحصل دون حوار ونقاش ولتكن اي مواجهة سلمية ومسؤولية النخب اليوم كبيرة جدا في عالمنا العربي لان الناس يصغون الى هؤلاء ومسؤوليتهم الدنيوية اكبر من اي وقت".

السيد نصرالله يطالب بأن تبقى النظرة الى اي نزاع سياسية لا دينية

الانتخابات الإسرائيلية

نتنياهو يلقي كلمة داخل البرلمان الإسرائيلي

وحول الانتخابات الاسرائيلية التي جرت مؤخرا، لفت السيد نصرالله الى انه "يسجل تراجع للاحزاب القائدة والمؤسسة في الكيان وغياب حزب قائد قوي وغياب قيادات اساسية ومركزية وكذلك ثبات الاحزاب الدينية المتطرفة وازدياد عدد الاحزاب وهذا يعقد الادارة واتخاذ القرار السياسي هناك ومجمل ما يجري يعبر عن ازمة حقيقة داخل الكيان"، واضاف انه "فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية واللاجئين الفلسطينيين والحقوق العربية وبالاطماع الاسرائيلية والتهديد الاسرائيلي لشعوب المنطقة فاليمين واليسار في كيان العدو كلهم مثل بعض والتاريخ يقول لنا ان اغلب الحروب شنت بحكومات يسار فالرؤية والعداء والاطماع الإسرائيلية لا تتغير ولا يجوز ان نراهن على شيء".

الانتخابات اللبنانية

وفي الشأن اللبناني، قال السيد نصر الله إن "الموضوع الذي يحوز اهمية كبيرة جدا هو موضوع الانتخابات النيابية والقانون الذي سيتعمد"، ورأى انه "جزءا كبيرا من المشهد السياسي اللبناني ليس فيه نقاش موضوعي ومحترم بل كيل من الشتائم والسباب وهنا من الجيد النأي بالنفس عن السجالات التي تنزل الى هذا المستوى"، واشار الى ان "موضوع قانون الانتخاب حساس ولعل كل القوى السياسية في لبنان وكل الطوائف اللبنانية تنظر لقانون الانتخاب بحساسية نتيجة الظروف التي مر بها البلد والمخاوف والانقسامات الحادة وساعد على ذلك ما يجري في المنطقة".

ورأى السيد نصر الله انه "الهواجس التي لدى المسيحيين طبيعية وهي كبيرة خاصة بسبب ما يجري في المنطقة فعندما يرى المسيحيون ما جرى بالمسيحيين في العراق وما يجري بالمسيحيين في سورية ونيجيريا فمن حقهم ان يخافوا"، واعتبر ان "التطورات في المنطقة اضافت تعقيدا على النقاش اللبناني والنظرة اللبنانية الى قانون الانتخاب فالنظرة لقانون الإنتخابات مصيرية وربما بالنسبة للبعض الجدال القائم هو اعادة تأسيس لبنان"، واوضح ان "الكثيرين في لبنان يناقشون قانون الانتخاب بشكل تأسيس وهذا حقهم نتيجة حساسية وخطورة المرحلة"، داعيا "الجميع الى طول البال والعمل لتطمين كل من لديى هواجس".

وقال السيد نصر الله إن "النقاش حول النسبية بحسب متابعتي لعل الاشكالية الاساسية ان لم تكن الوحيدة التي يقولها الفريق الآخر هي السلاح ويرفعون شعار لا نسبية مع السلاح وهذا امر غير صحيح أولا المقاومة موجودة منذ قبل 1992 واجيرنا عدة انتخابات فأين تم استخدام السلاح"، واضاف ان "السلاح الذي تشكون منه وقد يؤدي لضغط بالانتخابات لم يعد سلاح المقاومة فكل القوى بات لديها سلاح فبواسطة الكلاشينكوف يمكن فرض ما يريدون فالسلاح اذا كان يؤثر بالانتخابات فتأثيره بالنظام الاكثري يكون اكبر وبالتالي الكلام غير صحيح بأن مشكلة النسبية هي وجود السلاح وانا لا اسلّم ان السلاح يتدخل بالانتخابات ولا احد استخدم السلاح لفرض خيارات انتخابية".

ولفت السيد نصر الله الى ان "الاخطر من السلاح على الإنتخابات هو سلاح المال"، واضاف "أنا سمعت من مسؤول اساسي داعم للفريق الآخر قال لي دفعنا 3 مليار دولار بالانتخابات عام 2009"، وتابع "نريد ان نسمع نقاشا علميا اقول ان الذين يرفضون الخيار النسبي مشكلتهم ان الخيار النسبي يعطي القوى السياسية احجامها الطبيعية لكن البعض يعتبرون ان ضمانتهم ان يكون لهم حجما اكبر من حجمهم الطبيعي"، وأكد "نحن نصوت على ما وافقنا عليه واذا اجتمع غدا مجلس النواب وطُرح قانون الحكومة نصوت عليه واذا طُرح الاقتراح الارثوذكسي نصوت عليه ونحن صادقون بهذا الموضوع"، ولفت الى ان "المسيحيين يعتبرون ان هذا اقتراح القانون الارثودوكسي يمكن ان يؤدي لما يسمونه المناصفة الحقيقية وصحة التمثيل فلنعطي المسيحيين هذه الفرصة ونذهب الى مجلس نيابي وانتخابات لا يعتبر احد انه يأخذ اقل من حجمه".

السيد نصر الله يعتبر أن الاخطر من السلاح على الإنتخابات هو سلاح المال

اخترنا لك