"جسر الجواسيس": الحرب الباردة بين الجبارين في الخمسينيات
هذا مخرج لا يكف عن الإبهار. كلما قدّم جديداً ملأ جيوب المنتجين، أما جيوبه فلم تعد تتسع للمزيد إثر الأرباح التي جناها من: "الفك المفترس"، "إي تي"، و"لقاءات قريبة من النوع الثالث"، لأن شركته "دريم ووركس" كانت شريكاً أساسياً في ميزانياتها.
وها هو بـ 40 مليون دولار يصوّر جانباً مهماً من حقبة الحرب الباردة بين الجبارين أواسط الخمسينات من القرن الماضي، وأصر على التصوير في ألمانياglienicker brucke وpotsdam موطن الحدث الكبير الذي يتناوله وهو إجراء أول عملية تبادل تتم بين الولايات المتحدة والإتحاد السوفياتي في العام 1957، مستنداً إلى سيناريو قوي للمخرجين الأخوين جويل وإيتان كوين مع مات شارمان.
إعتقل الجاسوس السوفياتي رودولف آبل ( مارك ريلانس) ولأن القانون يحتّم تعيين محام للدفاع عنه فقد طلب من نقابة المحامين تسمية أحد المنتسبين إليها لكي يدافع عن آبل، وإذا بالقرعة ترسي على محامي التأمينات جيمس دونوفان ( توم هانكس) الذي فوجيء بالإختيار لكنه لم يملك الرفض رغم ما سببه له من إحراج وطني كونه سيترافع عن جاسوس ، لكن التطورات التي حصلت لاحقاً عملت كلها لصالحه بعدما شاءت الصدف أن المخابرات المركزية الأميركية أرادت ولأول مرة تجريب التبادل مع العدو السوفياتي لأسرى حرب أو محتجزين من الطرفين، فقد طرأ عنصر جديد حتّم هذه المحاولة، حين أسقطت طائرة حربية أميركية كانت تصور مواقع عسكرية حساسة، واعتقل الطيار ويل روجرز (أوستن ستويل)، وكان هناك تخوف من أن يفشي الطيار بمعلومات معينة وخطيرة عن الطائرة، لذا كانت الخطة تقضي بإسترجاع الطيار بأي ثمن.
ترقب الأصعب
على مدى 141 دقيقة لا يشعر المشاهد بالتوتر أو الخوف، أو الملل من الوقت الطويل، خصوصاً وأن ميزانية الـ 40 مليون دولار التي رصدت للتصوير ظهرت جلية في استحداث موقع يجري فيه بناء جدار برلين، وحواجز عسكرية تذكّر بما كان في تلك الحقبة الصعبة من تاريخ أوروبا. الأحداث تجري على إيقاع الترقب الذي يميز أشرطة الجاسوسية، لذا فالسخونة هي في شحن المشاهدين لترقب الأصعب.