كيف تابع الجزائريون التأهل التاريخي لمنتخب بلادهم؟
تفاوتت حالة الجزائريين بين القلق والخوف والفرح خلال متابعتهم التأهل التاريخي لمنتخب بلادهم إلى الدور الثاني في مونديال البرازيل.
إحتشد آلاف الجزائريين وسط العاصمة الجزائر أمام شاشة عملاقة لمتابعة مباراة منتخب بلادهم ونظيره الروسي، وعمّت الفرحة والإحتفالات عقب التعادل والتأهل إلى الدور الثاني.
وتسلقت الجماهير قضبان نوافذ عدة مبان أمام الشاشة الوحيدة المقامة قبالة مقر البريد، وفوق العديد من أعمدة الإنارة، وفوق إشارات المرور، وحتى فوق الأشجار، حيث لم يرغب أي مشجع في فقدان هذه المباراة.
وتسببت السخونة التي بدأ بها الروس المباراة بمجرد انطلاقتها على ملعب مدينة كوريتيبا البرازيلية، في شعور لاعبي الجزائر بالقلق انتقلت إلى مئات الآلاف من مشجعيهم الذين كانوا يتابعون المباراة، وبدأ الكثيرون منهم في الدعاء طلباً لنصرة الفريق.
ثم أدى الهدف الروسي من ضربة الرأس في الدقيقة السادسة، الذي سجله ألكسندر كوكورين بعد عرضية ديميتري كومباروف في تحول القلق إلى خوف بين المشجعين المحتشدين في الميدان.
ورغم أن "ثعالب الصحراء" بدأوا في التماسك مجدداً والتقريب بين خطوطهم، إلا أن حالة من الإحباط بدت على وجوه جماهيرهم في الديار.
وكانت الأعصاب المتوترة تسيطر على الجماهير المحيطة بالشاشة، والذين لفهم الصمت فيما عدا التصفيق لفرصة من هنا وأخرى من هناك، أو إبداء القلق عندما كان الروس يقتربون من مرمى الحارس رايس مبولحي.
وفي الشوط الثاني تغيرت الأمور، وجاء هدف التعادل من رأسية إسلام سليماني في الدقيقة 60، لتنطلق موجات الفرح والألعاب النارية.
وارتفعت الأعلام وأنير الميدان بالألعاب النارية.
ومضى الوقت المتبقي من المباراة في قلق، حيث ثبت الجميع أعينهم على الشاشة العملاقة الموضوعة قبالة ميدان البريد (أو البوستة كما يطلق عليها الجزائريون)، حيث عرضت جميع مباريات البطولة.
ولم يكن أحد يرغب في تفويت ولو ثانية من المباراة، ولا حتى رجال الشرطة المنتشرين للسيطرة على الأوضاع.
وفي الدقائق الأخيرة بدأت الاحتفالية، التي تحولت إلى صيحة فرح هادرة عندما أطلق التركي كونيت كاكير صافرة نهاية المباراة.
وانتشر المشجعون باتجاه المنطقة المخصصة للصحافة وكان الكل يرغبون في الاقتراب قدر الإمكان من الشاشة وتقاسم فرحتهم مع عشرات الكاميرات التليفزيونية التي كانت تغطي الحدث التاريخي.
وبعدها جابت السيارات الممتلئة بالشباب شوارع العاصمة الجزائرية، وهم يخرجون أجسادهم من نوافذها أو أسقفها، ملوحين بالأعلام الخضراء والبيضاء ومحتفين بالتأهل التاريخي لمنتخبهم حتى ساعات الفجر.