بين أزمتين سياسية وأمنية.. العراق فوق صفيح ساخن

يغلي العراق فوق صفيح ساخن. أزمة سياسية بالتوازي مع أخرى عسكرية أمنية. تطورات متلاحقة تؤثر على المواطن كما أهل السياسة.

الكتل السياسية لا تزال عاجزة عن تأليف حكومة

يده في النار لكنه يدرك أن النار لن تأتي على ما في يده فقط بل تكاد تحرق البلد بأسره. هو واحد من ملايين العراقيين الذين يتقاذفهم لهيب الأزمات.

يقول هذا المواطن العراقي الذي يعمل في أحد المطاعم "كلما استقرت الأوضاع في البلد ولم يعد هناك مشاكل وتفجيرات وعمليات إرهابية، يتحسن عملنا، لكن في ظل التفجيرات والعمليات الإرهابية فإن لا أحد سيخرج من منزله".

لا تخفي تجاعيد الزمن جمال بغداد، وإن كانت مثقلة بإجراءات أمنية حتمية لتفادي الهجمات.
في شهر حزيران/ يونيو تقول الأرقام إن ما يقارب ثلاثة آلاف شخص قتلوا، إما تفجيراً أو اغتيالاً وبطبيعة الحال لحرب داعش على العراقيين حصة الأسد في ذلك.

بحسب نزار الخشاب، عضو كتلة "متحدون" فإن "مواجهة داعش تتطلب فعلاً عسكرياً وأمنياً متوازناً ومدعوماً من جميع العراقيين وبإسناد من قبل المجتمع الدولي".

بدوره يرى عضو ائتلاف "دولة القانون" عمار طعمة "أن أي عمل من هذا النوع لا بدّ أن تتضافر الجهود السياسية إضافة إلى الجهود العسكرية"، مشدداً "على وجوب أن تكون هناك خطوات جادة على المستوى السياسي لإنهاء الخلافات الموجودة ما بين القوى السياسية المختلفة في العراق وإيجاد حلول فعلية تؤدي إلى تعزيز مقاومة الإرهاب من قبل العراقيين كافة".

عدو واحد في الميدان، هكذا يقولون، لكنهم خصوم لبعضهم بعضاً في السياسة، فالعراق وبعد شهرين من الانتخابات النيابية تبدو حكومته مسمرة عند الشارات الحمراء.

إنطلاقاً من هنا يؤكد الخشاب "ضرورة الاعتماد على حوارات شفافة وجادة تشمل الجميع ولا تستثني أحداً للخروج بحكومة جامعة واسعة التمثيل". أما طعمة فيشير بدوره إلى أن التغيير المطلوب وهو شعار الكثير من القوى السياسية في الانتخابات الأخيرة، لضرورة إحداث تغيير جذري وجدي في العراق على الصعد كافة".

تبدو الأزمتان على ضفتي نقيض، متوازيتين لا تلتقيان الا بحول الله وقوته، هذا من زاوية، والزاوية الثانية كفيلة بكشف بعض الجسور.

 

اخترنا لك