أميركا تبعث رسائل توحي بأنها تسعى للتحكم بمصير العراق
الإدارة الأميركية تحاول بث رسائل تشير إلى أن العراق ساحة نفوذٍ حصرية، لكنها تأمل من دون تدخلٍ عسكري استكمال تقسيم العراق إلى مكوناتٍ طائفية.
في المقابل تتعاون واشنطن مع السعودية في تأجيل الضربات الجوية حتى تستدعي الضرورة، بحسب تعبير باراك اوباما، فهذه الضربات من شأنها أن تزيد الصورة تعقيداً وفق تصريحات سعودية. في السياق تنتظر السعودية موقفاً أميركياً صريحاً بشأن ولاية رئيس الوزراء نوري المالكي ولا يبدو أن أوباما مستعد للمغامرة في شأن يخص خيارات الشعب العراقي على ما قال اوباما الذي يتحدث عن حل سياسي لمواجهة "داعش"، كما تتحدث السعودية عن تغيير سياسة الإقصاء والطائفية، يأمل أن يقضي أهل الأنبار ونينوى وصلاح الدين على "داعش" إذا انفصل إقليمهم عن الدولة العراقية. أوباما يسعى إلى استكمال تقسيم العراق إلى كانتونات طائفية وعرقية يسهل وضعها اضعافها في مواجهة بعضها البعض لأمد غير منظور، واشنطن فرضت على العراق إرث الإحتلال الثقيل ولم تتركه يلملم قواه بالرغم من انسحاب جيشها. في هذا الصدد تزيده الكونتونات الطائفية تشظياً وإنهياراً، المراهنة على كانتون جديد قد لا يقضي على "داعش" المدعوم من الدول الإقليمية التي تنعشها نكبة العراق بل ربما تهدد نكبة العراق بتمدد "داعش" في هذه الدول، من طبائع النكبات أن قليل الحكمة يظن أنها لا تصيبه حين تدرك أخصامه، يقول همنغواي.