ما احتمالات التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا؟

يتزايد الحديث في موسكو عن ضرورة اتخاذ إجراءات احترازية ضد كييف من دون الانجرار إلى صدام عسكري مباشر معها.

الدوما يناقش جاهزية القوات المسلحة لحماية الرعايا الروس
مذ صدّقت الجمعية الفيدرالية الروسية بمجلسيها الدوما والاتحادي على قانون يخوّل الرئيس فلاديمير بوتين باستخدام القوات المسلحة لحماية المدنيين في أوكرانيا، لم ينقطع الحديث سواء في روسيا أو خارجها عن إمكانية قيام موسكو بعمل عسكري ضد كييف. 

الاستعانة بالجيش حصلت فعلاً أثناء ضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا، ولكن من دون إستخدام للقوة ضد الجيش الأوكراني. في القرم لم تخف روسيا نشر قواتها، لكنها تنفي ذلك في جنوب شرق أوكرانيا حيث تدور رحى حرب حقيقية باستخدام أنواع الأسلحة كافة.
موسكو لا ترسل جيشاً نظامياً أو خبراء عسكريين إلى منطقة النزاع، وفي الوقت نفسه لا يخفى أنّ متطوعين من القوزاق وعسكريين متقاعدين عبروا من روسيا إلى أوكرانيا من منافذ حدودية يسيطر عليها رجال الدفاع الشعبي.

يقول الجنرال المتقاعد ليونيد ايفاشوف "يوجد الآلاف من الوطنيين الذين انخرطوا وسينخرطون في الدفاع الشعبي، كذلك الأمر بالنسبة للضباط الروس والبيلاروس الذين خدموا في الجيش السوفييتي والذين لن يسمحوا للنازيين الجدد برفع رؤوسهم، أما السلاح فهو متوفر في أوكرانيا نفسها بكميات كبيرة في مستودعات الجيش السوفييتي السابق".

فلاديمير بوتين نفسه يقول إنه يشعر بضغط شديد يمارس عليه عندما يقرأ رسائل الاستنجاد التي يتلقاها من المناطق المنكوبة، وعندما يشاهد ما يخلّفه القصف الجوي والمدفعي على مدن جنوب الشرق.

بوتين لم يقلْ أنّ للصبر حدوداً، لكنه يعي أنّ ثمة فخاً نصب لروسيا لجرها إلى حرب اقتتال ضد دولة أكثر من شقيقة، ضد دولة كتب عنها في كتب التاريخ أنها مهد روسيا أرضاً وشعباً وحضارة. 

 

بالنسبة لايفاشوف فإنه "لا يمكن لروسيا أن تتدخل عسكرياً وبشكل مباشر في جنوب أوكرانيا، لأنها لا تتصرف كما يتصرف الغزاة الأميركان، لكنها توفر غطاء سياسياً وديبلوماسياً للمقاومة الشعبية هناك" معرباً عن اعتقاده "أنه مع استمرار كييف في ارتكاب الجرائم ستزداد الرقعة الاحتجاجية لتشمل المزيد من مقاطعات جنوب الشرق، كل ذلك سيؤدي إلى إفلاس النظام وقيام دولة نوفوروسيا جديدة".

لا شكَ أنّ الإعلام الروسي يعبئ لعمل عسكري محتمل من خلال نشر أخبار وتقارير عن انتهاكات جماعية لحقوق الإنسان وعن جرائم حرب ترتكب ضدّ المدنيين، وعن استخدام أسلحة محرّمة دولياً، وعن اعتقال صحفيين روس وقتلهم، وعن انتهاك حرمة السفارة الروسية في كييف. قانونياً ومعنويا لدى الكرملين تتوفر ذرائع كافية للقيام بعمل تأديبي ضد كييف.

السيناريو الذي يروّج له في الأوساط البرلمانية والإعلامية والشعبية الروسية يقضي بفرض منطقة حظر جوي فوق مناطق جنوب شرق أوكرانيا كحد أدنى. وثمّة من يطالب بأكثر من ذلك، وتحديداً بتوجيه ضربات جوية وصاروخية من داخل الأراضي الروسية لشل الدفاعات الأرضية الأوكرانية.

 

 

اخترنا لك