من هو المرشح الثاني للانتخابات الرئاسية في موريتانيا؟
تستعدّ موريتانيا لإجراء انتخاباتها الرئاسية السبت. المرشح الثاني على اللائحة الانتخابية لسادس انتخابات تعددية في موريتانيا، بيجل ولد هميد.
إنتقل بين البرلمان والوزارة لمرات عديدة منذ دخل العمل الحكومي لأول مرة في ثمانينيات القرن الماضي معتمداً على ثقله السياسي والنقابي. لكنه قبل ذلك، كان أحد أهم أفراد الجيل الثاني من حركة الحر، المطالبة بالحقوق الكاملة للعبيد وأبناء الأرقاء السابقين، فقد عاد الفتى الأسمر من تكوينه الإداري في فرنسا، مشبعاً بتصور يساري حول قضايا السياسة والتحرر، ليتعرض للاعتقال والمحاكمة لمرات عديدة. لكن ولد هميد، الذي تربى في بيت الزعامة، وحيث ينقسم المجتمع الأسمر في بيئته بين الحراطين الأرقاء السابقين، وعبيد الحراطين، سلك مسلكا آخراً منذ التحاقه بالعمل الحكومي، حيث بدأ يميل إلى الاعتقاد بعروبة الحراطين، وإنكار وجود الرق كممارسة مازالت موجودة، وهو ما أثار عليه غضب العديد من قادة حركة الحر وشبابها. وخلال كل المراحل، التي تغيرت فيها الأنظمة السياسية في موريتانيا، ظل ولد هميد وفياً لكل الأنظمة التي شارك فيها، على عكس أغلب رفاقه، الذين لا يجدون غضاضة في الانتقال من نظام إلى آخر.
في كل مرة كان ولد هميد يخرج من عباءته القديمة إلى عباءة جديدة تنطلق من نفس الثوابت والمبادئ السياسية. أسس قبل سنوات حزباً سياسياً سماه حزب الوئام، ضم إلى جانب أصدقائه المقربين، كثيراً من زملائه في العمل الحكومي خلال فترة نظام ولد الطائع. يسعى اليوم لتمرير خطاب سياسي مناوئ للرئيس المنتهية ولايته محمد ولد عبد العزيز، ومناوئ في نفس الوقت لخطاب المعارضة الراديكالية، ما مكنه من تكوين حلف سياسي سماه "المعاهدة" ضم إلى جانب رفيقه في النضال لصالح أبناء الأرقاء السابقين، رئيس البرلمان السابق مسعود ولد بلخير، بعض القوميين العرب في موريتانيا خصوصاً من البعثيين.