التقرير الأسبوعي لمراكز الأبحاث الأميركية

مراكز الأبحاث والدراسات الأميركية تتناول مسألة ما اعتبرته "الدروس المستفادة من الحرب الأميركية على العراق وأفغانستان"، وتتطرق إلى دور اللاعبين الإقليميين في إطالة عمر الأزمة السورية، وصولاً إلى الشأن العراقي وسيطرة "داعش" على أجزاء من العراق.

معهد واشنطن: كل الفصائل العراقية مطالبة بتشكيل حكومة بعد سيطرة داعش على مناطق من العراق
أصدر "مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية" دراسة تناول فيها الدروس المستفادة من العدوان الأميركي على العراق وأفغانستان، معتبراً أنه ينبغي "تصدر القيم الاستراتيجية الكبرى فوق كل اعتبار في كافة الازمنة وتطبيقها دون هوادة"، محذراً من "فخ الوقوع في عشق العملية أو تبنيها. فالحروب التي لا ينطوي عليها تهديد حقيقي للمصالح الاستراتيجية الأميركية تندرج تحت بند الخيارات وبالإمكان خسارتها، أو تفاديها، أو وضع نهاية لها في ظل شروط غير مرضية". وأضاف أنه يتعين على صناع القرار "عدم المراهنة على نهاية مرضية للقتال مطلقاً، وإيضاح الالتزامات الأميركية المترتبة بشكل جلي كلما أمكن ذلك".

سوريا

إستعرض "معهد كارنيغي" دور اللاعبين الإقليميين في إدامة الأزمة السورية موضحاً ان "الطبيعة المحلية للصراع تدل على صعوبة استساغة اللاعبين الخارجيين لها، ناهيك عن قدرتهم على التحكم بالديناميات المتشابكة والمعقدة على المستوى الشعبي". واستخلص بالقول إنه مهما آلت إليه نهاية الصراع فأن مستقبل سوريا "يؤشر على أنها ستبقى ثابتة الإعتماد على الدعم الخارجي وعرضة للنفوذ الأجنبي لعقود مقبلة".

وتطرق المعهد إلى تنافس مصالح دول الخليج العربي في سوريا، معرباً عن اعتقاده أن "سياسات مجلس التعاون بشأن سوريا سيستمر ترسيمها استناداً إلى عامل القلق الأمني في سياق متطلبات كل دولة على حدة، وسيؤدي نفوذها المتعدد إلى مزيد من إنقسام الولاءات وبروز نزعات التطرف بين صفوف المعارضة السورية".

وفي ذات السياق، تناول المعهد دور إيران التي "حالت مساعداتها متعددة الأوجه دون إنهيار النظام السوري، بيد أن إدامة الصراع هناك قد يدل على الصعوبة التي ستواجهها طهران في الحفاظ على مستويات دعمها المالي، سيما وأن خروجها من تحت عباءة إجراءات المقاطعة الاقتصادية لا يبدو وشيكاً، مما يضاعف من إجراءات الرقابة الداخلية لجمهور يئن من الضغوط الخارجية وسوء الادارة الداخلية". وشدد المعهد على أن دور ايران بين "السنة من العرب إلى تراجع".

اما في البعد الإسرائيلي في الأزمة السورية فقد رأى المعهد أن جمهور المستوطنين الصهاينة "مشدود الانتباه إلى سبل الحيلولة دون تسرب تداعيات الأزمة إلى إسرائيل والأردن ولبنان، وعازم أيضاً على الحيلولة دون أن يصبح لبنان منصة انطلاق لشن أو دعم أعمال عنفية ضد إسرائيل". وأعرب المعهد عن بالغ قلق القادة الصهاينة "واضطرارهم للتعايش مع اتفاق نووي يتم التوصل إليه مع إيران من شأنه تقليص وانكماش نظام العقوبات الاقتصادية ضدها، ومنحها مساحة أوسع من الشرعية وحرية الحركة للتدخل في الشؤون السورية – اللبنانية".

كما استعرض المعهد في دراسته آفاق "التهديدات الماثلة أمام لبنان نتيجة الأزمة السورية، سيما وأن تداعياتها الآنية تفتح الأبواب على مصراعيها لتجنيد اللاجئين السورين المعوزين في صفوف التيارات المتشددة، وما يترتب عليها من تحديات أمنية متصاعدة".

العراق

تسارع الأحداث المأساوية في العراق كان من نصيب اهتمامات معهد "المشروع الأميركي" الذي حمّل الرئيس أوباما "عودة ظهور تنظيم القاعدة بقوة في العراق، والخطر الماثل من عودته لمطاردتنا داخل اراضينا"، مستشهداً بتصريحات مدير "وكالة الاستخبارات المركزية"، جون برينان، في شهر آذار الماضي إذ قال أمام لجنة من أعضاء الكونغرس، إن الولايات المتحدة "قلقة لاستخدام القاعدة الأراضي السورية لتجنيد عناصرها وتطوير قدراتها بحيث تؤهلها لشن هجمات داخل سوريا، وأيضاً استخدامها كمنصة انطلاق لهجماتها الخارجية".

البروز المفاجىء للدولة الاسلامية في العراق والشام، "داعش"، وسيطرته المؤقتة على مدينة الموصل شد انتباه "معهد واشنطن"، الذي أعرب عن اعتقاده أنه ربما تدفع الأزمة "الفصائل العراقية المختلفة إلى اعادة تصويب جهودها نحو تحقيق الاستقرار الوطني، وبصرف النظر عما ستؤول إليه مسألة توازن التمثيل البرلماني، فإن كافة المجموعات الاثنية والعرقية مطالبة بتشكيل حكومة".

اخترنا لك