تونس: تزايد المخاوف من تصاعد الإرهاب يستدعي وضع استراتيجية

تنظيم القاعدة يتبنى رسمياً الهجوم على منزل وزير الداخلية لطفي بن جدو ومواجهة لقوات الأمن التونسي تسفر عن مقتلِ إرهابيين اثنين. يأتي ذلك في وقت تتزايد المخاوف من تصاعد الإرهاب في البلاد ويجري الحديث عن استراتيجية ضرورية لمكافحة الإرهاب العابر للدول.

تنظيم القاعدة تبنى الهجوم الأخير على منزل وزير الداخلية
سقوط إرهابيين وحجز أسلحة وذخيرة في آخر مواجهة بمحافظة جندوبة. الحرب على الإرهاب التي تخوضها قوات الأمن والجيش في تونس على العناصر المتشددة طال أمدها وتوسعت ساحاتها بين الصحاري والجبال والغابات والمدن. 

يقول الشيخ فريد الباجي رئيس جمعية "دار الحديث الزيتونية" "إن داعش، جبهة النصرة، تنظيم الدولة الإسلامية، عقبة ابن نافع، أنصار الشريعة، لواء التوحيد هم في الحقيقة يتعددون في الأسماء ولكن في الحقيقة هم موحدون استراتيجياً وبينهم تنسيق سري من أجل غزو شمال إفريقيا
والسيطرة عليه". 

تحديد هوية العدو، وما هي عقيدته وأهدافه قد يسهم في اتضاح الصورة والمضي إلى الحسم. غابت الاستراتيجيات الرسمية في مكافحة الإرهاب حتى الآن رغم تواصل العمليات للعام الثاني على التوالي. وفي هذا السياق يقول الدكتور نصر بن سلطانه رئيس المركز التونسي لدراسات الأمن الشامل، "للأسف إلى حد الآن لا توجد أي إستراتيجية لكن أيضاً دق ناقوس الخطر من خلال استشرافنا لخطورة المرحلة القادمة بالنسبة لتونس في ظل عودة الإرهابيين المتشددين من سوريا ومن أماكن نزاع أخرى وهذا بطبيعة الحال من شأنه أن يهدد الأمن التونسي في مختلف المجالات".

بدوره يرى العميد المتقاعد في الجيش التونسي مختار بن نصر أن هناك "البعد الأمني والعسكري وهو عاجل مع أبعاد أخرى، لكن هناك أبعاداً أخرى وهي اقتصادية واجتماعية وثقافية وتربوية وعقائدية وفيها العاجل وفيها بعيد المدى".

استراتيجية توضع على ذمة الأجهزة الأمنية للاستئناس بها في المؤتمر الوطني المرتقب لمكافحة الإرهاب، تشخص الوضع وتقدم الحلول وتحذر من أن للإرهاب حاضنة شعبية ترعاه وتهريباً عبر الحدود يغذيه. 

من المواجهة إلى تسديد ضربات استباقية للعناصر الإرهابية، إلى قناعة بالحاجة إلى إستراتيجية شاملة في التعاطي مع الظاهرة الإرهابية
وتنسيق إقليمي ودولي لمكافحة الجريمة العابرة للدول. 

اخترنا لك