مصر تعرف رئيسها "الثامن" في أجواء مرتبكة
صحيفة "القبس" الكويتية تواكب اسدال الستار عن الاستحقاق الرئاسي المصري لينكشف النقاب عن ثامن رئيس منذ ازاحة الحكم الملكي عام 1952 مشيرة إلى ارتباك يسود عمل اللجنة العليا المشرفة على الانتخابات.
صحيفة "القبس" الكويتية: أسدلت مصر الأربعاء الستار على الاستحقاق الثاني من خريطة الطريق، مع إنتهاء انتخابات الرئاسة، وسط مؤشرات عن حسم المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي المنافسة لمصلحته، رغم ضعف الإقبال الملحوظ في العملية الانتخابية، والذي يعد أول انتكاسة لوزير الدفاع السابق.
وعلى الرغم من قرار تمديد الانتخابات ليوم ثالث، فإن الاقبال الضعيف على الصناديق استمر، في غياب مندوبي المرشح حمدين صباحي احتجاجاً على ما وصفه بخروقات انتخابية.
واعتبر حزب الحرية والعدالة، المنبثق عن جماعة الإخوان، أن تمديد الاقتراع يشكل صفعة جديدة لخريطة الطريق.
ويكشف النقاب بشكل غير رسمي، عن "ثامن" رئيس لمصر منذ ازاحة الحكم الملكي عام 1952، وتولي الرؤساء: محمد نجيب وعبدالناصر والسادات وصوفي أبو طالب (مؤقت دستورياً) وحسني مبارك ومحمد مرسي وعدلي منصور (مؤقت) للمنصب.
ومع اغلاق أبواب التصويت، بدأ الفرز العلني لأصوات الناخبين في جميع اللجان الفرعية، مع توقعات بفوز المرشح المشير عبدالفتاح السيسي متقدما بفارق مريح على منافسة القيادي اليساري حمدين صباحي، وسيخصص يوما السبت والاحد لتلقي أية طعون من كلا المرشحين، على أن تعلن النتيجة الرسمية يوم الأربعاء المقبل بحد أقصى.
وفي مشاهد متكررة صاحبت انتخابات 2012 الرئاسية، باتت اللجنة العليا المشرفة على الانتخابات في مرمى نيران الأصدقاء قبل الأعداء، بتخبطها في قراراتها، وسوء توقيتها، بشكل أحرج كل مؤسسات الدولة، المرتبكة أصلاً.
فاللجنة التي دأبت على تأكيد تمسكها بالمواعيد التي أعلنتها لمراحل العملية الانتخابية، فاجأت الجميع بتمديد أيام تصويت المغتربين يوماً ثالثاً، ثم عادت وكررت فعلتها الثلاثاء الماضي، بمد التصويت ليوم ثالث، وألغت قرارها السابق بفتح أبواب اللجان حتى الساعة العاشرة، وأعادته كما كان في السابق الى الساعة التاسعة، في الوقت الذي كانت فيه اللجان قد بدأت تشهد تواجداً ملحوظاً للناخبين مع حلول الظلام وانكسار حدة الحرارة.
وأجمع عدد من المراقبين، استطلعت "القبس" موقفهم على أنه يبدو أن لجنة الانتخابات قد تأثرت بالجوّ العام الذي كان يستحضر دائماً نتائج انتخابات 2012، وضرورة تخطي أرقامها، سواء من أجهزة الإعلام أو الأجهزة التنفيذية، أو من المرشحين نفسهما، بالتوازي مع ضغوط تحالف دعم الشرعية بقيادة جماعة الأخوان المسلمين، وقوى وحركات سياسية دعت الى مقاطعة الانتخابات، فأفزع اللجنة مشهد اللجان الخالية في ساعات النهار من اليوم الثاني والأخير للتصويت، اضافة الى الضغوط الاعلامية التي كانت تنادي بمد التصويت والبحث عن مخرج يتيح الفرصة أمام "الوافدين" للتصويت في غير موطنهم الأصلي، فكان أن أعلنت اللجنة تمديد أيام التصويت قبل اغلاق أبواب اللجان بأقل من ثلاث ساعات، ما أغضب المواطنين المصطفين أمام اللجان، وما حدا حملتي السيسي وصباحي الى الاحتجاج رسمياً على قرار التمديد غير المبرر.