ملخص الصحف السورية 29-05-2014

الصحف السورية تواكب الانتخابات التي جرت في السفارات خارج الأراضي السورية وتشيد بالإقبال الكثيف على التصويت وتتناول تطورات الأوضاع الميدانية في سوريا لا سيما التسويات والمصالحات في ريف دمشق.

ملخص الصحف السورية

صحيفة الوطن: أكد المرشح لانتخابات رئاسة الجمهورية حسان النوري أن مشروع المصالحة الوطنية بدأ يأخذ منعطفاً جدياً خاصة في أماكن حساسة، معبراً عن تفاؤله بنتائجها كون وزارة المصالحة الوطنية تتواصل مع لجان المصالحة بهدف الوصول إلى برنامج مصالحة حقيقي من خلال تسوية أمور من غرر بهم.

 وقال النوري خلال لقائه أمس وفداً من اللجنة المركزية للمصالحات الشعبية في سورية إننا بحاجة لوضع برنامج عفو عام يبلور مشروع المصالحة الوطنية وإن هذه اللجان تشكل عنواناً وطنياً حقيقياً لوقف نزيف الدم، مؤكداً أنه من دون هذه المصالحة لا يمكن الوصول إلى حل سلمي شامل في البلاد، مذكراً بأهمية تضحيات الجيش العربي السوري التي يقدمها في كل أرجاء البلاد.

كما قال إن الانتخابات الرئاسية هي جزء من لعبة الديمقراطية وجزء من الحل والمصالحة الشعبية الوطنية وهي الحل الرئيسي إلى جانب محاربة الإرهاب.

بدوره أكد رئيس اللجنة المركزية للمصالحات الشعبية في سورية جابر محمود عيسى خلال لقائه مع النوري إن اللقاء جاء تكريماً لكل مواطن سوري مارس العملية الديمقراطية في انتخابات الرئاسة معتبراً أن هذا المواطن يشكل رمزاً لهذه الديمقراطية.

وكشف عيسى عن المصالحات التي أجرتها اللجنة في كل داريا والمعضمية وحرستا وبيت سحم بريف دمشق والقنيطرة وحماة واللاذقية، وأن تلك المصالحات تشكل بعضا من الإنجازات التي حققتها في المحافظات السورية. وأضاف إنه تم خلال اللقاء أيضاً نقاش برنامج النوري في ممارسته للعملية الديمقراطية التي طالب بها وفعّلها السيد الرئيس بشار الأسد لأول مرة في الجمهورية العربية السورية. وتمنى عيسى أن يرى النوري في منصب رئيس الوزراء قريباً.

كما أكد عيسى أنه في المستقبل القريب سيتم التركيز على عمليات المصالحة وفق توجيهات الرئيس الأسد ما أعطى اللجنة دفعاً لزيادة الجهود والتواصل مع جميع الأطياف والأشخاص الذين غرر بهم لإرجاعهم إلى حضن الوطن قائلاً: «وضعنا خطة من خلال جميع اللجان في سائر المحافظات بشأن ذهاب الوجهاء ورجال الدين باتجاه الأماكن التي تسمى خارجة عن سيطرة الدولة بهدف إجراء الحوار فيها وعودة تلك المناطق إلى حضن الوطن».

المرشح النوري: الإقبال على الاقتراع في الخارج كان رائعاً

صحيفة تشرين: أكّد المرشح لمنصب رئيس الجمهورية العربية السورية الدكتور حسان النوري أن بيانه الانتخابي يتضمن برنامجاً وطنياً لحلّ الأزمة في سورية، داعياً إلى البدء بتنفيذه ولاسيما أن الأزمة إلى انحسار تدريجي في الكثير من المناطق وهناك الكثير من الملفات الخطرة المتعلقة بالمهجرين وأسر الشهداء لابد من إيجاد حل لها.

ونوّه النوري خلال لقائه مساء أمس ممثلي اللجنة المركزية للمصالحة الشعبية في سورية بالجهود المميزة لهذه اللجنة والقائمين عليها، معتبراً أنهم أبطال ويوازون في ذلك بطولات الجيش العربي السوري.

ولفت النوري إلى أن سورية بحاجة إلى قيادة مركبة فهي بحاجة إلى قائد سياسي عسكري بشخص الرئيس الدكتور بشار الأسد وبحاجة إلى كوادر اقتصادية وإدارية وإصلاحية موجودة في سورية.

وقال المرشح لمنصب رئيس الجمهورية: نبحث اليوم عن حلّ وطني، مؤكداً تأييده للمصالحة الشعبية والوطنية وكل ما قدمه ويقدمه الرئيس الأسد من ملف سياسي ونضال عسكري في هذا الموضوع وما يقوم به الجيش العربي السوري من نضال من أجل اقتلاع الإرهاب.

واستدرك النوري بأنه لا يؤيد أن يكون هناك تكلسات في الإدارة العامة في سورية التي خلقت فساداً لا يمكن أن يوصف ولا السياسات الاقتصادية للحكومات السابقة، موجهاً اللوم إلى عدم اختيار قيادات اقتصادية واضحة لم تخلق لوناً اقتصادياً صريحاً وشفافاً وبالتالي كان أحد أسباب الأزمة قبل أن ننتقل من مفعول الأزمة إلى مفعول المؤامرة والحرب الكونية.

قنديل: يوم الثالث من حزيران يتعدى العملية الانتخابية لاختيار مستقبل سورية ودورها المقاوم

سانا: أكد رئيس مركز الشرق للدراسات والإعلام الإعلامي اللبناني ناصر قنديل أن ما تعرضت له سورية خلال السنوات السابقة له عنوان واحد وهو تغيير موقع سورية في الصراع الذي يدور حول هوية نظام عالمي وإقليمي جديد هدفه حماية "إسرائيل".

وأشار قنديل خلال ندوة تقيمها نقابة الفنانين السوريين بعنوان الحسم الدستوري يواكب الحسم العسكري.. سورية تنتصر "إلى أن يوم الثالث من حزيران يتعدى العملية الانتخابية إلى اختيار مستقبل سورية وعروبتها والدور المقاوم الذي حمت به الأمة العربية ويتجلى بانتخاب القائد الذي صان وحدة سورية وحافظ على البوصلة من الجولان الى فلسطين.

واعتبر أن الانتخابات الرئاسية في سورية ستكون بمثابة حسم تدريجي للازمة التي استهدفت كيان الدولة السورية وتعطي الجواب لخيار السوريين لافتا إلى أن الحل السياسي يبدأ من صناديق الاقتراع.

بدورها بينت نقيب الفنانين السوريين فاديا خطاب أن سورية تشهد عملية ديمقراطية حرة ليختار السوريون مرشحهم عبرها لافتة إلى أن الفنانين السوريين اختاروا المرشح الدكتور بشار الأسد الداعم الأول للفن والفنانين ولرسالته الحضارية والإنسانية.

تسوية القدم والعسالي: المسلحون الرافضون إلى الحجر الأسود مع تعهدهم بعدم العودة

صحيفة الوطن: تواصلت الاشتباكات العنيفة أمس بين وحدات من الجيش العربي السوري من جهة والمجموعات المسلحة من جهة أخرى في حي جوبر الدمشقي ومدن المليحة وداريا والزبداني بريف العاصمة، بالترافق مع عثور وحدات الجيش على نفق يصل مزارع دوما بأوتستراد حرستا.

 وعلى حين ذكرت وكالة الأنباء «سانا» أن الجيش نفذ «عدة عمليات على أكثر من محور في حي جوبر نجم عنها مقتل وإصابة العديد من الإرهابيين وتدمير أسلحتهم وذخيرتهم»، تحدث نشطاء على «فيسبوك» عن «اشتباكات عنيفة جداً تدور في الحي».

وأفادت وكالة «سانا» عن استمرار عمليات لوحدات من الجيش والقوات المسلحة بالمليحة وتدمير أوكار للإرهابيين في المزارع المحيطة بها من الجهة الشمالية وإيقاع قتلى بينهم من الجنسية السعودية منهم إرهابي يلقب بـ«أبو رقية». وتحدثت مصادر أهلية لـ«الوطن» عن «اشتداد القصف بمدفعية الجيش على مواقع المسلحين في المليحة، مع اشتداد حدة المعارك والمواجهات بين قوات الجيش من جهة والمسلحين من جهة أخرى».

كما تم القضاء على آخرين في مزارع بلدة القاسمية بعمق الغوطة الشرقية ومن بين القتلى عثمان ضبيان، حسبما ذكرت «سانا».

وفي منطقة دوما دكت وحدة من الجيش تجمعاً للإرهابيين في مزارع عالية وأوقعت بينهم قتلى منهم زياد شحود وعلاء الترزي، وذلك في حين عثرت وحدة من الجيش على نفق بطول 150 م يصل مزارع دوما بأوتستراد حرستا مجهز بوسائل تهوية وإنارة وألقت القبض على إرهابيين اثنين كانا بداخله قبل أن تدمره.

في القلمون الغربي، تم تدمير أوكار للإرهابيين فيها صنوف من الأسلحة وذخيرة متنوعة في الحارة الغربية وحي المحطة بمدينة الزبداني والقضاء على العديد منهم ومن بين القتلى براء خريطة وحسين مجذوب.

وإلى الغرب من دمشق، شهدت داريا اشتباكات بين وحدات من الجيش ومجموعات إرهابية على محاور عدة وسط المدينة انتهت إلى مقتل العديد من أفرادها منهم حسين عبد الرحيم.

وفي أحياء العاصمة الجنوبية، قالت مصادر متقاطعة إنه «تم إبرام تسوية بين ممثلين عن السلطة السورية والمسلحين في القدم والعسالي وجورة الشريباتي وبور سعيد والمأذنية».

وتتضمن التسوية بحسب مصادر متقاطعة «إيقاف إطلاق النار بين الفريقين ووقف العمليات العسكرية والتزام المسلحين بتسليم كل الأسلحة».

وأشارت المصادر إلى أن الراغبين بالتسوية من المسلحين يسلمون أسلحتهم بالكامل إلى السلطات المختصة أو يكونون من أفراد الدفاع الوطني.. أما المسلحون غير الراغبين في التسوية فيجري إخراجهم إلى منطقة الحجر الأسود مع تعهدهم فعدم العودة إلى هذه الأحياء.

كما أن «المسلحين يلتزمون تسليم كل خرائط الألغام والعبوات الناسفة والخنادق المحفورة»، بحسب ذات المصادر.

ولاحقت وحدات أخرى من الجيش مجموعات إرهابية في محيط مخيم خان دنون وباتجاه بلدة كناكر بمنطقة الكسوة أفضت إلى مقتل وإصابة العديد من الإرهابيين وتدمير أسلحة وذخيرة كانت بحوزتهم.

في ريف إدلب، تصدت وحدة من الجيش والقوات المسلحة لمحاولة اعتداء مجموعات إرهابية على إحدى النقاط العسكرية في معر حطاط بمنطقة معرة النعمان وكبدتها خسائر كبيرة بالعتاد والأرواح، حسبما ذكرت «سانا».

ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري أنه تم استهداف تجمعات للإرهابيين في جفتلك حاج حمود وأبو الزبير وبالس ومحيط جبل الأربعين ومعر بعليت ومنطف وكفر لاتا بريف المحافظة وإيقاع العديد من أفرادها قتلى ومصابين وتدمير أدوات إجرامهم.

وفي درعا البلد، ذكرت «سانا» أن وحدات من الجيش تصدت لمجموعة إرهابية بمحيط جامع بلال الحبشي حاولت الاعتداء على نقاط عسكرية وأوقعت خسائر في صفوفها كما استهدفت تجمعات للإرهابيين في بئر أم الدرج بحارة البجابجة ومحيط سجن غرز وجنوب المؤسسة وأوقعت العديد منهم قتلى ومصابين.

ونقلت وكالة «سانا» عن مصدر عسكري أن وحدات من الجيش والقوات المسلحة استهدفت مجموعات إرهابية على محور تل العلاقية تل عنتر وفي حويجات الرابع وخربة همان والوعرة غرب بلدة الشرائع ومزرعة نجد بمنطقة اللجاة بريف درعا، ما أدى إلى مقتل وإصابة العديد من الإرهابيين وتدمير أدوات إجرامهم كما دمرت سيارة بمن فيها شمال أم حوران وأردت أفراد مجموعة قتلى ومصابين في بلدة عتمان.

ودمرت وحدة من الجيش والقوات المسلحة وكراً للمجموعات الإرهابية في ناحتة من جهة الحراك، ما أدى إلى مقتل ثمانية إرهابيين بينهم الأردني الملقب «أبو الخطاب» من تنظيم «جبهة النصرة» ذراع تنظيم «القاعدة» في سورية.

البعد الحضاري في الانتخابات

صحيفة البعث: فاق إقبال أبناء الجاليات العربية السورية خارج الوطن على الانتخابات التوقّعات، لأنه في الوقت الذي يعرف فيه الجميع حرص أبناء شعبنا على دولتهم الوطنية بمؤسساتها وثوابتها ومبادئها لا يمكن نكران حجم الضغوط والتضليل الذي مارسه أعداء سورية ضد هذا الاستحقاق الوطني الديمقراطي. هذا مايقدّم مؤشراً واضح الدلالة على الثالث من حزيران.

لقد خاب رهان أقطاب المشروع الصهيوأطلسي الرجعي العربي على الزعّار والدعّار واللصوص والعيّارين لأنهم يجهلون قراءة التاريخ والواقع، ومن المؤكد أن الغربيين الذين دعموا الإرهاب لإسقاط الدولة الوطنية السورية، قد تجرعوا كأس الخيبة المرّة والصدمة القاسية، وهم يشاهدون الآلاف من السوريين في لبنان وغيره يزحفون الى صناديق الاقتراع، وأن قناعاتهم السياسية التي بُنيت على الرغبات أكثر منها على الوقائع والحقائق، قد تزعزعت، ولن يطول بها الوقت حتى تتغير.

واليوم تأتي الانتخابات الرئاسية في سورية في سياق مرحلة تعيش فيها البلاد انتقالاً نوعياً في طريق الأداء السياسي والاجتماعي يتفق فيها المرشحون على الثوابت الوطنية وينطلقون من «الحق في الاختلاف» في أساليب الوصول الى الهدف، يتفقون على الحل السياسي الوطني الداخلي، وعلى القطيعة الكاملة مع الإرهاب والتكفير والتخريب، وعلى الصمود ومقاومة المشروع الصهيوني الرجعي وردع العدوان على سورية الشعب والدولة الوطنية والعروبية.

ولن يظفر الوطني والعروبي موضوعياً بوجهة نظر تنتقد الانتخابات تستحق الاهتمام لأن الإقبال الوطني الطوعي والعفوي عليها يصدر من حرص على المكتسبات والمنجزات التي حققها الشعب السوري عبر تاريخه العريق، والدولة الوطنية التي قاومت وستقاوم وصمدت وستصمد في وجه العدوان على مصالح الشعب وحقوق الأمة وقضاياها العادلة والمصيرية في وجه معترك ليس طارئاً ضد الاستعمار والرجعية وقوى الظلام بأشكالها التقليدية والمتجددة.

فالانتخابات التي نعيش تأتي في إطار استحقاقات وطنية ديمقراطية عبر مشروع إصلاح متكامل ناجز، تأتي في موعدها كجزء من مسيرة مواجهة العدوان لشعب متحضر يسكن مهد الحضارات والتاريخ العريق في بلد التنوع والتسامح والعطاء، وطن جميل وشعب حي سرعان مايلفظ قوى الظلام والدمار والإرهاب والاحتلال.

وعلى هذا الأساس تكون المشاركة فيها فرصة للتعبير عن الوعي والانتماء والالتزام الوطني الإنساني. كما تكون مقاطعتها أو التخلف عن أداء الواجب فيها استجابة للرهان على هذه القوى التي طال الرهان عليها وفشل، وبالتالي فلا مبرر إطلاقاً أمام من طالب بتأجيل الانتخابات انتظاراً لفرصة لن تتحقق أبداً تستجمع فيها هذه القوى حقدها ومأجوريتها وعمالتها عابرة الحدود. فالفرصة المنتظرة هي للوطني وليست للإرهابي الجوّال، والرهان على الحضاري وليس على الهمجي.

وعلى هذا الأساس أيضاً بنى أبناء الجالية العربية السورية موقفهم وإقبالهم على الانتخاب أمس في البلدان التي سمحت لهم ممارسة حقهم الوطني الديمقراطي، وهم ينظرون الى ممارسة حكومات البلدان التي صادرت هذا الحق واستلبته منهم على أنها ممارسة عدوان وجبن وعار على السلوك الحضاري والمتمدّن أيضاً.

ولا أدّل على البعد الحضاري في الانتخابات من القواسم الوطنية المشتركة العديدة بين المرشحين حيث يسجّل المتابع ارتياحاً شعبياً لتلقي خطاب المرشحين إذ ثمة تقارب كبير فيما يتعلق بالأولويات والقضايا الاجتماعية والوطنية والعربية والدولية، فلا إفراط في الوعود، ولا مفاضلة في التركيز على محاربة الإرهاب والعدوان. فهناك إعادة إنتاج متشابه للخطاب الوطني المنطلق من التركيز على هوية الدولة الوطنية وعلى دورها وأهدافها الداخلية والإقليمية والدولية، ولا كبير اختلاف في الوقت نفسه على الموقف النقدي من الأداء الحكومي، ولا على الدور الوطني للمعارضة، ولا على أن الشعب والدولة أمام مواجهة مصيرية مع أعداء تاريخيين ومشتركين في منطقة حبلى بالإشكالات التاريخية والراهنة، منطقة يستحق الرهان فيها وينجح على الدور الحضاري للشعب العربي السوري.

وإذ أثبت أبناء شعبنا في الخارج أمس وعياً والتزاماً وانتماء نوعيّاً، فسيثبت أشقاؤهم في الوطن في الثالث من حزيران الأمر نفسه حين سيختارون من يملك القدرة على إخماد فتنة أضرمت نيرانها قوى الشر، وأججّت الأحقاد فيها الصهيونية والوهابية، من لم ولن تنحن قامته الشامخة بصمود لا يلين، وبعزيمة بلا ضفاف، وقد تنكّب مقاومة لا تتراخى في وجه العدوان والاحتلال والإرهاب ليكون بحق الأقدر على إعادة إعمار مادمرّه الأعداء مادياً ومعنوياً وروحياً.

بقلم: عبد اللطيف عمران

اخترنا لك