الزراعات المصرية في وضع حرج.. والمزارعون بانتظار الرئيس
يمثل القطاع الزراعي أحد أهم روافد الغذاء والدخل القومي لمصر إلا أنه بدأ يعاني تدهورا وتراجعا كبيرا بسبب ازدياد مشاكل الري والزحف السكاني على أراضي النيل الخصبة وعدم دعم الدولة للفلاح. مشاكل جعلت الأنظار تتجه نحو الرئيس القادم لإنقاذ هذا القطاع الحيوي.
انحسار الرقعة الزراعية في مصر بشكل غسر مسبوق. لم يجد أمامه الفلاح المصري بدا الا أن يستسلم إلى الأمر الواقع. سليمان أحد فلاحي قرية المعتمدية التابعة لمحافظة الجيزة يقوم بزراعة ما تبقى له من أرض في قريته التي كانت حيازتها تتجاوز الألف وسبعمائة فدان ووصلت اليوم لى أقل من خمسين فدان نتيجة التعدي على أراضي النيل إما بالردم أو التجريف أو البناء عليها.
مشاكل انحسار رقعة الأرض الزراعية ليست هي المشكلة الوحيدة التي تواجه الفلاح المصري الان ، بل أن ارتفاع أسعار الوقود وندرة مياه الري وارتفاع أسعار المبيدات الزراعية والتقاوي.. كلها تحديات تقف ضد الزراعة والفلاح المصري. أمر جعل السلعة الاستراتيجية للمصريين وهي القمح محل تهديد واقعي بعد أن بعد الفلاحين عن زراعته نتيجة هذه الصعوبات واصبحت مصر من أوائل الدول المستوردة له من روسيا على مستوى العالم .
وفي الوقت الذي طرح فيه وزير الزراعة 1،5 مليون فدان جاهزة للاستثمار في مصر، يقول مراقبون إن الحفاظ على ما هو موجود من أراض زراعية أوفر بكثير من الاستثمار في الصحراء كعلاج لأزمة البناء على الأراضي الزراعية .
وتشير أحدث البيانات الحكومية إلى أن مصر تفقد كل 20 عاما أكثر من مليون فدان أراض زراعية خصبة، بما يعادل 50 ألف فدان فى العام الواحد، وهو ما وصف من قبل الخبراء بأنها أكبر كارثة تواجه وتهدد مستقبل الزراعة في مصر في العهد الحديث.
حجم المخاطر الذي بات محدقا بالقطاع الزراعي في مصر جعل كثرين يعلقون آمالهم على الرئيس القادم لمصر، في أن يقوم بانقاذ ما يمكن إنقاذه ضمن برنامج مشروعه الرئاسي لواحدة من أهم القطاعات الاقتصادية في مصر.