مزيد من الحكايا عن حصار سجن حلب المركزي
ثلاثة عشر شهراً إستمر حصار سجن حلب المركزي. إنتهى الحصار لكنّ آثاره ستبقى راسخة في ذاكرة سجنائه وسجّانيه. كاميرا الميادين جالت في زنازين السجن ورصدت معاناة السجناء.
أكثر من 4 آلاف سجين بينهم ستون امرأة تحملوا معاناة قاسية بين جدران شققتها أنفاس صبرهم تارة، ورصاص المواجهات بين الجيش السوري والمسلحين تارة أخرى. في زنازين السجن قضى أكثر من 800 سجين. أرضها تحولت إلى مقبرة. فمن لم تطله يد الموت والجوع سكنت صدره الأوبئة من سل وتيفوئيد وآفات معوية. إحدى الزنزانات حولت إلى مشفى ميداني. الظروف جعلت السجان يتآلف مع السجين. الكل تعاون لإسعاف الجرحى بإمكانيات بسيطة. ربما كانت أضعف الإيمان بالحياة والإصرار على البقاء.
تحرر السجناء من جحيم ثلاثة عشر شهراً. أصبحوا اليوم في كنف الجيش السوري، خرجوا لينعموا ولو قليلاً بالحرية تحت سماء الوطن، قبل أن ينتقلوا إلى المشافي والمنازل للمعالجة من آثار السجن وأوجاع الذاكرة.