التقرير الأسبوعي لمراكز الأبحاث الأميركية
مراكز الأبحاث الاميركية تركز على القضايا المتعلقة بالدول العربية التي تشهد حراكا سياسياً وميدانياً، ويشير يعضها إلى أهمية دور الولايات المتحدة في الحفاظ على الاستقرار والأمن العالميين، وحثّها على اعادة النظر باستراتيجيتها الإعلامية نحو الرأي العام العربي.
شددت مؤسسة هاريتاج على أهمية دور الولايات المتحدة "في الحفاظ على الاستقرار والأمن العالميين، مما يستدعي سياسة أمن قومية اميركية فعالة، تحقق عنصر الأمن وتتفادى الكلفة الرهيبة الناجمة عن ضعف القوة الحميدة." وناشد صناع القرار الى الاستثمار في "اعادة بناء القدرات العسكرية الاميركية"، لاستعادة هيبتها العالمية.
معركة كسب الرأي العام العربي
وأشار معهد ابحاث السياسة الخارجية إلى التحولات في الرأي العام العربي و"تأرجح جهود الولايات المتحدة التواصل اعلامياً معه، والخسارة الكبيرة التي لحقت مؤسسة الجزيرة وانتقال جمهورها إلى شبكات تلفزة قومية تركز على الحوارات الداخلية في الدول المعنية".
وحثّ المعهد الولايات المتحدة على "اعادة النظر باستراتيجيتها الإعلامية نحو الرأي العام العربي، واعتماد ترتيبات تستند إلى عقد شراكة محلية مع الوسائل الاعلامية، لا سيما تلك المتماثلة مع القيم والمصالح الاميركية".
وأضاف إن بعض تلك التدابير ينبغي أن تتمحور حول عنوان "مواضيع التغيير، مثل سيادة سلطة القانون، وتراث المساواة والمسامحة، وتعزيز مناخ سياسي يقوم على التفكير المنطقي والنقاش التداولي".
سوريا
وسخر معهد المشروع الأميركي من المعايير التي تعتمدها الولايات المتحدة "لانتقاء قوى من المعارضة السورية استنادا إلى مواقفها الإيجابية من اسرائيل حصريا، سيما وأن تلك المجموعات لا تشاطر الولايات المتحدة قيمها بدعم اسرائيل وحقوق المرأة وتعديل اختلال توزيع الدخل ..الخ".
وحذر من الإستمرار في تلك السياسة "اذ ان تداعياتها ستضر بالولايات المتحدة وحلفائها ومصالحها .. فالخيار المتاح هو غض النظر عن مرحلة سوريا ما بعد الأسد، كما فعلنا في العراق وليبيا وقريبا في افغانستان؛ أو بلورة سياسة خارجية حقيقية."
تداعيات الانجازات الميدانية للجيش العربي السوري كانت موضع اهتمام معهد الدراسات الحربية. وقال إن اهوالها "طالت كافة المناطق الرئيسة تقريبا في لبنان" الذي شهد تنامي موجات التفجير وتفخيخ السيارات "قبل السيطرة على معقل المعارضة في يبرود، التي شكلت منصة استقطاب وانطلاق اساسية وقاعدة دعم للمجموعات السنية المتشددة ".
"الخيارات العسكرية" المتاحة للولايات المتحدة شهدت اهتماما متجددا لمعهد واشنطن، مشددا على ادراكه "لنزعة الساسة بعدم التدخل العسكري، والتي لا ينبغي ان تعني نشر قوات مشاة.
بيد أن كلفة عدم التدخل قد تكون أشد، واستدرك بالقول انه يمكن مرافقة الخيار العسكري باجراءات وتدابير أخرى منها "تعزيز اجراءات المقاطعة وعمليات القرصنة الإلكترونية وحشد القوات (العسكرية) بيد أن تصرف أميركي حكيم وصارم قد يكسبها حماية مصالحها" في المنطقة.
مصر
اشار معهد الدراسات الاستراتيجية والدولية الى "بعض" المتغيرات بما يخص وضع مصر في المعادلة الاقليمية ومن هي الاطراف التي تملك نفوذا على السلطة الجديدة "خاصة بعض دول مجلس التعاون الخليجي، وتهميش دور الولايات المتحدة سيما، وان البعض في أميركا ابتهج للابتعاد عن مصر وانزلاقها نحو النظم العشائرية الخليجية بالغة الثروة." وأوضح أن استراتيجية فعالة للولايات المتحدة ينبغي أن "تحدد الأولويات المشتركة المتقاطعة مع تلك النظم للسير بمصر نحو وجهة واعدة افضل".
العراق
وفيما يتعلق بالشأن العراقي، أشار معهد واشنطن الى الدور الكامن للولايات المتحدة الذي تسطيع القيام به لتخفيف التوتر بين الحكومة المركزية في بغداد وكردستان العراق، في اعقاب الانتخابات النيابية الاخيرة، مناشدا الساسة الاميركيين "الانطلاق من نتائج الانتخابات والبناء عليها بغية تعزيز استقرار الحكومة" والبلاد. كما ناشدهم تفعيل "اتفاقيات تصدير النفط وتقاسم الايرادات مما سيمهد الارضية لمشاركة كردية في الحكومة العراقية المقبلة .. بصرف النظر عن رئاسة المالكي مرة اخرى او شخصية بديلة".
ليبيا
بدوره، اعتبر معهد واشنطن ان شبح الحرب الأهلية في ليبيا "يشكل تحديات جادة للسياسة الأميركية"، مدركا ان لدى واشنطن "مصلحة كبيرة في الحاق الهزيمة بالمتشددين،" موجها انتقاده للتحركات الاخيرة "لخليفة حفتر وانصار الفيدرالية وميليشيا الزنتان المعادين للمجلس الوطني"، وحث المعهد الولايات المتحدة على دعم "لجنة صياغة الدستور المكونة من 60 فردا وتعزيز جهود الحوار الوطني عوضا عن الوقوف بجانب المجلس الوطني".
افغانستان
وأخيراً، أعرب مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية عن مخاوفه من ملامح المرحلة المقبلة في افغانستان، سيما وأن الولايات المتحدة وحلفاءها أخفقوا في "بلورة استراتيجية واضحة تحدد الكلفة وشروط توفير الدعم"، بعد انسحابها جميعا نهاية العام الجاري.
ووجه المركز انتقادا للرئيس اوباما الذي يبدو أنه يفضل "الانخراط في مسار غير متناهي لاعادة النظر والبحث عن خيارات جديدة، لكنه فشل في بلورة خطة واضحة معتبرة تتضمن الكلفة المطلوبة والشروط التي ينبغي توفرها، أو التوجه بخطاب استراتيجي وافق سياسي يشرح موقف الادارة والدور المنتظر من الولايات المتحدة ان تقوم به في افغانستان بعد (استكمال الانسحاب) عام 2014".