المرأة المصرية بين الواقع والمأمول
لم تكن المرأة المصرية يوماً على هامش الحياة السياسية أو الاجتماعية في أرض النيل، ومن دون الغوص في الماضي. يمكن مراجعة السنوات الاخيرة لتبيان دورها الريادي سواء في ميادين الثورات أو المشاركة الفاعلة في الاستحقاقات الانتخابية.
وقفت المرأة المصرية جنباً إلى جنب مع الرجل فى ميدان التحرير لمدة 18 يوماً رافعة شعارات الثورة: عيش.. حرية.. كرامة إنسانية. تؤكد القيادية في لجنة المرأة في حزب التجمع منى عبد الراضي "إنه منذ ذلك الحين لم تخرج النساء من الشارع وبدأن نذهب إلى العشوائيات والقرى كمجموعات من لجان المرأة في مختلف الأحزاب". المرأة المصرية كافحت على مر العصور من أجل الحصول على حقوقها السياسية والاجتماعية والقانونية والثقافية، وأخيراً توّج كفاحها بتمكينها من المشاركة في الجمعية التأسيسية التي وضعت الدستور الحالي للبلاد، ولو أنَّ عدد النساء في الجمعية لم يتعدّ الخمس. نقول الكاتبة فتحية العسال "إن لجنة الخمسين أقامت لقاءات حوارية مع فئات الشعب كلها وأنا حضرت لقاءين أحدهما مع المثقفين والآخر مع المجلس القومي للمرأة". أما الشارع المصريّ فتباينت آراؤه حول ما حصلت عليه المرأة من حقوق حتى الآن. لكن تظل قضية المرأة المعيلة من أكثر القضايا تعقيداً، التي تواجه المجتمع المصري حيث بلغت نسبة من يعلن أسرهنّ 35% وفقاً لآخر الإحصائيات الرسمية عام 2012. مازالت المرأة المصرية تنتظر الكثير من الدولة، اجتماعياً وسياسياً، خاصة بعد ثورة مجيدة ناضلت من خلالها لصياغة واقع جديد يضمن لها حريتها وكرامتها.