الفوضى تهدد ليبيا

الاشتباكات المتواصلة بين المجموعات المسلّحة في ليبيا، أوصلت إلى ما بات يعرف "بفوضى السلاح". لكنّ سوء الأداء الحكوميّ في حلّ الأزمة يهدّد ليبيا بمخاطر انفجار الفوضى.

غضب من سوء أداء الحكومة الليبية

الجماعات المنضمّة إلى ما يسميه خليفة حفتر "معركة الكرامة"، يجمعها أكثر ما يجمعها، غضب من سوء أداء المؤتمر الوطني والحكومة.

فالجماعات المتشدّدة التي أخذت من شرقي ليبيا قاعدة انطلاق إلى سوريا ومصر ومالي، قامت بتصفية العديد من قيادات الجيش والأركان، دون تدخل حكومي يذكر. في هذا الشأن، أقرّ المؤتمر الوطني ما أطلق عليه اسم "قانون العزل السياسي"، الذي أصاب كل من عمل يوماً في الدولة الليبية. هذا القانون فتح باب "تصفية الأزلام"، بحسب التعبير الشائع، منهم قوات انضمت إلى حفتر، ومنهم مَن ينتظر، في سرت وسبها وبني وليد. في السياق،

جرى تحريم الحديث بالمصالحة الوطنية، فانحصر توزيع السلطة العسكرية على ثوار "درع ليبيا" و "17 فبراير" القريبة من الأخوان المسلمين، إضافة إلى كتائب القعقاع والصواعق، القريبة من الزنتان، والمعارضة للكتائب الأخرى. والحال، يشعر الشرق بغبن دفع أبرز قبائله من العبيدات والبراعصة والعواقير، إلى المطالبة بالفيدرالية. وهي تؤيد اليوم، في معظمها، مطالب حفتر. الأحداث المصرّية، قرّبت بين الأخوان والسلفيين في الشرق الليبي الذي شهد عدّة أحداث تعرّض لها أقباط مصريون، أو آخرين متهمين بتأييد المشير عبد الفتاح السيسي.

في الوقت نفسه، اشتد الخلاف بين كتائب درع ليبيا و17 فبراير المدعومة من دولة خليجية، وبين الزنتان والقوى الأخرى المدعومة من دولة خليجية أخرى. الحكومة الليبية طلبت من درع ليبيا حماية طرابلس. هذا الطلب قد يمهّد إلى معارك طاحنة بين مصراتة والزنتان، يمكن أن تزيدها الخلافات الخليجية اشتعالاً.

أضف إلى ذلك أن القوات الأميركية، في جزيرة صقلية، على أهبة الاستعداد للتدخل في صب الزيت على النار. ما لم تسارع ليبيا إلى نزع صواعق الانفجار. 

اخترنا لك