الجربا يواصل زيارته إلى واشنطن
لم تنل واشنطن أجوبة شافية على أسئلة كبيرة حول قدرة الائتلاف على التكامل مع الفصائل المقاتلة والتفاهم مع مجموعات معارضة أخرى، إلى جانب السؤال عن مستقبل سوريا من دون الرئيس بشار الأسد في ظل انتشار كبير لمقاتلي القاعدة.
يواصل رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا زيارته لواشنطن حيث من المتوقع أن يجتمع الأربعاء بوزير الخارجية الأميركي جون كيري، وبأعضاء في الكونغرس يومي الخميس والجمعة. يأتي ذلك فيما توقع مسؤول في البيت الأبيض أن يستقبل الرئيس باراك أوباما الجربا.
وتتزامن زيارة الجربا مع قرار الولايات المتحدة الاعتراف بالائتلاف المعارض كبعثة دبلوماسية أجنبية.
وفيما لم يخف الائتلاف السوري المعارض يوماً رغبته بالتدخل الأميركي العسكري المباشر لإسقاط النظام في دمشق، فإن الاتفاق الكيميائي الشهير بين واشنطن وموسكو أشعرا المعارضة السورية في الخارج بالخذلان بعدما جرى بمعزل عن مشاورتها.
في المقابل تجاهر الولايات المتحدة بدعمها للائتلاف على طريقتها ووفق الظروف. فعلى سبيل المثال تجاهلت واشنطن كلّ المناشادات والطلبات المتكررة بتقديم أسلحة نوعية ولا سيما صواريخ الدفاع الجوي. فيما لا ينفك الكونغرس يقدم مساعدات حربية غير فتاكة على حد الوصف الأميركي، وصلت قيمتها في المجمل إلى 278 مليون دولار.
إلى جانب المساعدات المتقطعة، تحدث أكثر من تقرير صحافي واستخباري غربي عن خطط أميركية بالجملة. فهي تارة تنطلق من فرض منطقة حظر جوي في الشمال، وتارة أخرى ترتكز على إرسال شحنات من الأسلحة إلى المجموعات المسلحة، وصولاً إلى تدريب مقاتلين سوريين في الأردن من أجل مباغتة دمشق من الجبهة الجنوبية، لكنّ أياً من هذه السيناريوهات لم تر النور.
إلى جانب المعادلات الدولية، كثيرة هي العوائق أمام الدعم الأميركي الشامل للمعارضة، لم تنل واشنطن أجوبة شافية على أسئلة كبيرة حول قدرة الائتلاف على التكامل مع الفصائل المقاتلة والتفاهم مع مجوعات معارضة أخرى، إلى جانب السؤال عن مستقبل سوريا من دون الرئيس بشار الأسد في ظل انتسار كبير لمقاتلي القاعدة.
البيت الأبيض لم يعترف بالائتلاف السوري إلا مع تخطي الصراع في سوريا عامه الثالث. بالرغم من ذلك لا يبدو حتى الآن أنّ الائتلاف قادر على تجاهل الولايات المتحدة والاعتماد على الدعم الخليجي والتركي فقط.