أرشيف الإذاعة الموريتانية مهدد بالضياع

تحتفظ الاذاعة الموريتانية بأرشيف صوتي نادر يؤرخ للوطن منذ فترة الاستعمار الفرنسي وحتى اليوم. ويواجه هذا الأرشيف خطر الضياع بسبب بدائية وسائل الحفظ وعجز الإذاعة عن مواكبة التطور التقني.

كل ما يتعلق بموريتانيا موجود في أرشيف الاذاعة الصوتي ومهدد بالزوال

يسابق أخصائي التوثيق في الاذاعة الموريتانية محمد فاضل الزمن عله ينقذ ما تبقى في هذه الإذاعة من ذاكرة أمة. 

أرشيف صوتي متكامل يؤرخ لكل تفاصيل قصة انتقال ثقافة شعب بدوي قذفته صروف السياسة والجغرافيا على غير ميعاد في أحضان لعبة الأمم.

يقول فاضل للميادين "قضيت معظم عمري أنا وزملائي في هذا الأرشيف"، مضيفاً "أرشيف الإذاعة الوطنية، رغم الوسائل المحدودة، حاولنا بكل الجهود أن نحافظ عليه من التلف لأنه هو تاريخ موريتانيا بصورة عامة".

هو أرشيف نادر يؤرخ لكل تفاصيل ثقافة شعوب هذه المنطقة، إلى نشأة دولتها الحديثة، وما واجهها من مخاطر كادت تعصف بميلادها. اليوم يعيش غربة في مهده. وضعية مزرية يواجه فيها الضياع، بسبب غياب العناية والتنظيم، وسوء ظروف الأرشفة.

أما مدير الانتاج في الاذاعة محمد ولد عابدين فتحدث بدوره عن الأرشيف الصوتي الكبير والزاخر للاذاعة مشيراً إلى أنه "يشكل كنزاً بوصفه ذاكرة لهذه الأمة، وذاكرتها الحضارية وذاكرة أدبها وتاريخها وفنها"، مضيفاً أن "كل ما يتعلق بموريتانيا موجود في هذا الأرشيف الصوتي"، معتبراً أنه "في الحقيقة الوضعية المزرية الحالية للأرشيف هي وضعية غير مقبوله ويتعين اتخاذ اجراءات سريعة لحفظه وصيانته".   

إنطلق أول بث للإذاعة الوطنية قبل استقلال الدولة الموريتانية بثلاث سنوات، حينها كانت تبث من مدينة "أندر" في السنغال ضمن ما يعرف بشركة البث الإذاعي لفرنسا ما وراء البحار، قبل أن تنتقل إلى نواكشوط التي بنيت آنذاك على عجل، تزامناً مع إعلان استقلال الدولة في عام 1960.

أكثر من نصف قرن من الزمن هو كل عمر الدولة الموريتانية، واكبت فيه الاذاعة الوطنية حلم النشأة منذ بداياته. لا بل كانت فعلاً هي الحاضن والموجه الرئيسي لهذا المشروع، في وجه التهديدات والمخاطر التي اعترضت سبيله، إلى أن بلغ مرحلة الفطام. 

اخترنا لك