مخاوف من عمليات إبادة جماعية في جنوب السودان
وزير الخارجية الأميركي جون كيري يعلن من جوبا أن رئيس جنوب السودان ملتزم اتخاذ الإجراءات لإنهاء الصراع في أحدث دولة أفريقية فيما أبدى سلفا كير استعداده للسفر إلى إثيوبيا حيث تجرى محادثات سلام الأسبوع المقبل.
المخاوف من عمليات الابادة الجماعية في جنوب السودان هيمنت على أجندة جولة وزير الخارجية الأميركي جون كيري الأفريقية. وأعرب كيري عن شعوره بالاحباط بسبب عدم اكتراث رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت ونائبه السابق رياك مشار بوقف الحرب المستمرة منذ نحو أربعة أشهر.
وتأتي تصريحات كيري عقب تحذيرات مسؤولين دوليين لحقوق الانسان تعهدوا "ببذل كل ما بوسعهم للحيلولة دون تزايد مخاطر المجاعة في البلاد". وتحذيرات كيري من الانقسام في جنوب السودان تأتي أيضاً عقب مفاجأة غير متوقعة من الرئيس السوداني عمر البشير أعلن فيها أن "جهات جنوبية لم يسمها طالبته باعادة الوحدة مع جنوب السودان"، ملمحاً إلى "رفضه" ذلك الطلب.
وكان البشير قال إنه "أبلغ تلك الجهات أن السودان بات دولة قائمة بذاتها، وأن أي قرار باعادة الوحدة مع الجنوب يتطلب اجراء استفتاء شعبي في حال اقتنعت الحكومة بجدواه".
وقال رئيس جنوب السودان سلفا كير في وقت سابق إنه "مستعد لعقد محادثات مباشرة مع خصمه ريك مشار في مسعى لإنهاء القتال المستمر منذ أربعة أشهر في البلاد"، لكن مشار امتنع عن تقديم وعد بالمشاركة.
من جهته، شكك نائب الرئيس سيلفا كير المقال رياك مشار في احتمال اجراء محادثات مباشرة مع الرئيس سلفا كير قريبا رغم ضغوط الولايات المتحدة لاجرائها، بحسب ما اورد موقع "سودان تريبيون" الاخباري المستقل الاحد.
ونقل الموقع عن مشار قوله إنه غير مسرور لدعوات كيري باجراء محادثات مباشرة بين الزعيمين وتشكيل حكومة انتقالية في البلاد التي حصلت على استقلالها عن الخرطوم في 2011، مكتفياً بحسب الموقع بالقول انه "نستعد للقاء رئيس الوزراء الاثيوبي لاجراء مشاورات".
وجاء موقف كيري بعد لقائه في جوبا كيري الذي حذر من أن "أعمال العنف العرقية المتزايدة قد تتحول إلى إبادة جماعية"، داعياً الطرفين إلى "العمل لوقف العمليات الحربية قبل أن يغرق جنوب السودان في مزيد من الدماء".
وكانت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سامانتا باور، قد حثّت رئيس جنوب السودان سلفا كير وخصمه رياك مشار على أن يحددا بشكل عاجل موعد لقاء بينهما.
وخلال جلسة لمجلس الأمن حول الوضع في جنوب السودان لوحت باور مجدداً بعقوبات دولية ضد المسؤولين عن ارتكاب تجاوزات.
السودان بلد غني بالنفط واليورانيوم، ويملك أرضاً خصبة قادرة على توفير غذاء كاف لجميع سكان الشرق الأوسط.
وبحسب المراقبين، فإن أطماع الدول الكبرى أصبحت مسلطة حالياً على ثروات السودان وإفريقيا عموماً، "وهي الدافع الأساسي لتغذية النزاعات في جنوب السودان العائم فوق بحر من النفط"، على حد تعبيرهم.
وقتل الالاف وربما عشرات الالاف واجبر 1,2 مليون شخص على الاقل على الفرار من منازلهم.
وتدور المواجهات منذ منتصف كانون الاول/ديسمبر بين قوات الرئيس كير ونائبه المقال مشار، وقد تخللتها مجازر وتجاوزات بحق المدنيين على خلفية قبلية انطلاقا من انتماء كير ومشار الى قبيلتي الدينكا والنوير، الاكبر في البلاد