أهداف التدخل التركي في جبهتي حلب وكسب
لا معارك للمسلحين في كسب ولا تقدم في حلب من دون المخابرات التركية التي تشرف من أنطاكيا على قيادة العمليات وتنسيقها، حيث تستخدم المخابرات التركية في الحرب السورية الجهاديين الشيشانيين، ومن لجأ منهم إليها بعد هزيمتهم في القوقاز.
الهجوم، قيادة ومقاتلين، يكاد يكون شيشانياً، أي أنه يقع مباشرة تحت إمرة المخابرات التركية، فليس صدفةً أن ثلاثة شيشانيين تناوبوا على قيادة معارك حلب أو كسب.. فمن صلاح الدين الشيشاني ونائبه مهند، إلى أبو موسى الشيشاني في كسب.
ونجحت أنقرة بتنسيق غرفة عمليات موحدة للمجموعات المسلحة كافة، من تركمانية أو قاعدة، لا سيما الجبهة الإسلامية وجيش المهاجرين والأنصار، وجيش المجاهدين، وجبهة النصرة، وهي المرة الأولى التي تتقدم فيها هذه المجموعات في عملية واحدة بهذا الاتساع.
والدعم الإستخباري ليس كل شيء..
في حلب، دعم عسكري متزايد، رغم محدوديته في نوعية التسلح على كل الجبهات.. المجموعات المهاجمة زودت بصواريخ تاو، وهي من الجيل الثاني للصواريخ، ولا تمنح المسلحين سلاحاً نوعياً.
في كسب، الحرب تركية تخطيطاً وإمداداً.. الشيشانيون وجماعة شام الإسلام المغاربة، الذين قادهم القتيل أبو أحمد المغربي، بهدف اختراق الريف اللاذقاني حيث لا بيئة حاضنة لهم.
الجيش احتوى الهجوم واستعاد جبل تشالما ومحيطه وقطع الإمداد عن قرية السمرا ومرتفعات محيطة بالمرصد 45، الأتراك اختاروا التركيز على الحرب الحلبية.
الدلالات السياسية لاحتدام المعارك ودور تركيا تتمثل بعزل تنظيم "داعش" في معارك الشمال، وترجيح خط القاعدة الذي يضم النصرة وأحرار الشام، أقوى الفصائل في غرفة العمليات التابعة لتركيا، على حساب الجناح الآخر الذي يبايع البغدادي.
كما اتضح أن معركة كسب لم تكن سوى هجوم تركي جانبي لتشتيت تعزيزات الجيش، خصوصاً أن الاتراك رفضوا تعزيزات من جمال معروف وجبهة ثوار سوريا، إلى كسب، منعاً لتدخل رعاته السعوديين في المعركة.
كما إن دوي المعارك في حلب يسمح بالتغطية إعلامياً على النكسات والهزائم التي مني بها المسلحون في القلمون أو حمص والغوطة الشرقية.