حلب وحمص والغوطة الشرقية.. جبهات ترسم معالم المرحلة المقبلة

قبيل الإستحقاق الرئاسي في سوريا تبدو حلب والغوطة الشرقية وحمص أكثر الجبهات الأساسية في رسم المشهد العسكري والسياسي.

تقرير ديمة ناصيف

حلب وحمص والغوطة جبهات رئيسية ثلاث تلوح خلفها الانتخابات لرئاسة سوريا، جبهات ستحدد مساراً عسكرياً بدأ قبل ثلاثة أعوام، بعد استعادة الجيش السوري لكامل القلمون وأجزاء واسعة من الغوطتين، وأغلب أرياف المنطقة الوسطى وصولاً حتى الساحل في طرطوس واللاذقية.

الغوطة وتحديداً في المليحة: لفك ارتباط العاصمة كلياً مع أي تهديدات من قبل المسلحين باعتبارها الحوض السكاني الأول الذي يوفر للسلطة السورية قاعدة واسعة من الناخبين ورمزية حضور دمشق بكثافة في هذه الانتخابات وهذا ما تمثله المليحة أولاً التي يعتبرها المسلحون آخر خطوطهم الدفاعية عن الغوطة.

تقدم الجيش إلى البساتين الشرقية وكسر دفاعات المسلحين واستنزف قواهم تدريجياً بقصف مدفعي وجوي في منطقة محصنة ويتلقون فيها تعزيزات من خط إمداد مفتوح يبدأ من جسرين شمالاً وصولاً إلى دوما.

حمص قلب المنطقة الوسطى وأكبر المحافظات السورية التي سيقدم فيها أيضاً الحسم العسكري إنتصاراً كبيراً ورمزياً لأهميتها بالنسبة للمعارضة والمسلحين المحاصرين.. الأوضاع تتأرجح بين التسوية والحسم العسكري.

يحاول مسلحو كتائب المجلس العسكري للحر الوصول إلى تسوية مع الجيش بانسحاب 1500 منهم مع أسلحتهم إلى حي الوعر، في محاولة لربط الحي بقواعدهم الخلفية بريف حمص الشمالي في تلبيسة.. الجيش رفض ذلك.

بالمقابل العملية العسكرية تستمر ببطء ضمن كتل الأبنية لفصل أحياء القرابيص والقصور وباب هود، وتقترب من الحسم بعد استعادة كامل الريف الجنوبي والغربي وجزء كبير من الشرقي.

أما في حلب؛ فالاختراقات المتبادلة تسمح بكل الرهانات، لكن من المؤكد أن حسمها لن يتم قبل الاستحقاق الرئاسي، لذا تقتصر على تحقيق انتصارات رمزية من قبل المسلحين في محاولة لمنع إجراء انتخابات في العاصمة الاقتصادية، فضلاً عن أهداف عسكرية بمنع تقدم الجيش في الأحياء الشرقية التي يسيطر عليها المسلحون وتركيز الهجوم على الغربية.. تقدم في الأحياء الشمالية الشرقية عند الشيخ نجار والعامرية بعد تدمير شبكة أنفاق تصل الراموسة بالشيخ سعيد، وأحبط محاولة حصار مبنى المخابرات الجوية بإجبار المسلحين على إخلاء مبنى القصر العدلي والهلال الأحمر، وأنهى تهديدهم في منطقة الراموسة، خط الإمداد الرئيسي للجيش وللأحياء الغربية لحلب، بإستعادته أغلب الأحياء فيها وحصاره لما تبقى منهم على أطرافها.

اخترنا لك