هل بدأ عباس بالإعداد لمغادرة المشهد السياسي؟

جريدة الحياة -  كشفت صحيفة "الحياة" السعودية عن مقربين من الرئيس الفلسطيني محمود عباس إنه سعى من وراء المصالحة "العاجلة" مع "حماس" إلى الاتفاق على إجراء انتخابات عامة تؤسس لمرحلة جديدة من تاريخ السلطة ومنظمة التحرير بعد فشل مشروع السلام.

وقالت الصحيفة إن مسؤولا فلسطينيا مقربا من المفاوضات ذكر أن الرئيس عباس دخل مرحلة اليأس التام من إمكان حدوث تقدم في المفاوضات وإمكان ممارسة الإدارة الأميركية أي ضغط على إسرائيل لتحقيق مثل هذا التقدم. ويعتقد مسؤولون ومراقبون أن عباس سيعود بعد انتهاء فترة المفاوضات الحالية إلى مرحلة "اللامفاوضات"، وانه سيظل في موقعه وسيواصل اتصالاته مع الجانب الإسرائيلي من أجل تسيير الشؤون الحياتية للسلطة، وفي الوقت نفسه سيحاول إتمام المصالحة والانضمام إلى ما هو ممكن من المنظمات الدولية. لكن آخرين يرون أن عباس يعد لمغادرة المشهد عبر انتخابات عامة لمنظمة التحرير والسلطة تحفظ له مكانه في التاريخ الفلسطيني بعد فشل حلمه في التوصل إلى اتفاق لإقامة دولة فلسطينية مستقلة.

وبحسب "الحياة" ، يبدو السيناريو الأفضل للرئيس عباس في هذه الحالة إعادة توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة، وإجراء انتخابات عامة للسلطة والمنظمة، ونقل مقر إقامة المنظمة إلى خارج الوطن لمواصلة الكفاح الوطني الطويل من أجل الاستقلال، وترك السلطة تتحول تدريجاً إلى سلطة محلية. ويمكن للرئيس عباس وفق هذا السيناريو أن يظل على رأس منظمة التحرير، أو أن يغادر المشهد كلياً.

وقال أحد المقربين منه: "عباس يأس من وجود شريك سلام إسرائيلي، ويأس من الدور الأميركي، لذلك فالأفضل له العمل على إعادة بناء منظمة التحرير، وإعادة تأهيلها لمواصلة تمثيل الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات، وترك السلطة الفلسطينية تنهار أو تتقلص إلى سلطة خدمات بلدية، بينما تتحرر منظمة التحرير من القيود والضغوط الإسرائيلية، وتواصل من الخارج قيادة الكفاح الفلسطيني من أجل الدولة المستقلة عبر الأمم المتحدة وغيرها من الوسائل النضالية".ويعزز عباس هذا السيناريو بتلميحاته المتواصلة عن حل السلطة وتسليم مفاتيحها للجانب الإسرائيلي.